بأحد المطاعم الراقية بمنطقة سان توان بضواحي باريس مساء أمس اجتمع عدد من نخب ورموز الجالية المصرية حول شعار جميل هو ' في حب ودعم مصر ' في المرحلة المقبلة والاستعداد للانتخابات الرئاسية وغيرها من الأمور الهامة التي أراد هؤلاء المصريون المتحمسون مناقشتها ومنها الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية بمصر، ثم مناقشتهم لأوضاع الجالية المصرية بفرنسا وأوضاع المصريين بالخارج ونظرة الدستور الجديد لهم باعتبارهم أحد الروافد الاقتصادية الهامة للاقتصاد المصري، وتحول اجتماعهم حول رؤيتهم المخلصة لبلدهم منحي جاد وبناء، ولم ينسوا رغم هموم الغربة ومشكلاتها هموم الوطن وحبهم وتطلعاتهم إلي رؤية بلدهم مصر علي النحو الذي يريدوه ويأملوه لها في أن يرونها في أبهي صورة بين الأمم. كان وراء نجاح هذا الاجتماع عدد محدود من رموز الجالية وعلي رأسهم الحاج محمود نصار رئيس الجمعية الفرنسية المصرية للثقافة والتنمية والذي أعد إلي هذا اللقاء الذي افتتحه بتقديم الضيوف من الحاضرين ثم وضع عنوانا جميلا لتلك الجلسة بعنوان في حب ودعم مصر في المرحلة المقبلة، ثم ترك الكلمة للحاضرين لتتناوب فيما بينهم شريطة أن يكون كل ضيف علي سجيته واحترامه لمبدأ الحوار والمحاورة. ومن جانبه فقد أكد الحاج محمود نصار علي دعمه الشخصي للمشير عبد الفتاح السيسي لأنه وكما يري استطاع أن ينتشل مصر من المستنقع الذي كانت فيه، كما يثمن جيدا وقوف الجيش المصري وقائده السيسي مع الشعب ولهذا فهو يراه رجل المرحلة المقبلة باقتدار. ثم ترك الكلمة للدكتور أحمد تمام أستاذ العلوم الجنائية والباحث بجامعة باريس وفيها أشار الدكتور تمام بالمشير السيسي ونوه إلي إمكانية أن ينجح بمصر للعبور إلي بر الأمان في المرحلة المقبلة شريطة توافر الإرادة الشعبية حول برنامج الرئيس القادم، ودعا الشعب إلي أهمية الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة لاختيار الكفاءات والرموز القوية التي تناسب المرحلة المقبلة وأكد للحاضرين حبه ودعمه لمصر برغم الظروف والمعاناة التي تعرض لها في السنوات السابقة في حقه العلمي، وبخصوص انتخابات الجالية المصرية بباريس واختيار رئيس لها أكد علي أهمية الاستعداد لإجراء تلك الانتخابات شريطة إحداث تغيير جوهري بها يتعلق بوضع شروط ومعايير هامة تتعلق بالمرشح لهذا المنصب بحيث تتوافر فيه مواصفات هامة تتعلق بالكفاءة والخبرة والمؤهلات العلمية والقدرة علي الاحتكاك بالسلطات الفرنسية للحصول علي الحقوق المهدرة لأبناء الجالية المصرية بباريس، وأن تتم تلك الانتخابات بجو من النزاهة والشفافية وأن يتم دعوة كل المصريين من ذوي الخبرة بفرنسا وإقناعهم بأهمية العمل الميداني وأهمية دورهم في تلك المرحلة العصيبة التي بها مصر، وأن أخطاء اتحاد الجالية بالماضي يتحمله المصريون وحدهم لأنهم هم المسئولون هنا بفرنسا عن دورهم وعن فرض مطالب الاتحاد وتوجهاته علي السلطات المصرية والسلك الدبلوماسي، كما نوه بالجلسة إلي الانتباه إلي الرموز القديمة التي ترغب بالعودة لتضر مرة أخري بمصالح الجالية من أجل التناحر علي المنصب وهي مشكلات مرضية ومتوارثة عند بعض المصريين المقيمين بالخارج وتحديدا بفرنسا ولم يتم التغلب كما يري علي تلك المشكلة إلا بالوصول إلي شخصية مرموقة ومؤهلة يمكن أن تحظي باحترام الجميع وتوحد صفوفهم. وقد دعم هذا الرأي وبقوة الأستاذ ناصر هيكل الذي يعمل في مجال المحاسبة والعمل الميداني والصحفي وكفاحه الطويل في حب الوطن وخدمة أبناء الجالية المصرية بباريس والذي بدأ حديثه منتقدا مساوئ النظام السابق ومساوئ اتحاد الجالية المصرية ورموزها الذي يراهم مازالوا يصرون علي رئاستهم للجالية وهو ما يؤكد عليه وينفيه نفيا قاطعا وبخاصة بعد توقف الانتخابات أواخر عام 2008، واقترح كذلك وضع لائحة قوية تتعلق بتوافر مواصفات معينة للترشح لمنصب رئاسة اتحاد الجالية، كما اقترح إنشاء مجلس تمثيلي من ذوي الخبرة والكفاءة يمثل الجالية حتي لا يتم الهيمنة عليها بشكل فردي كما حدث بالسنوات والتجارب السابقة وجو الخلافات والمشاحنات وخيانة الدور المنوط للاتحاد بعيدا عن هموم ومشكلات أبناء الجالية هنا، كما أكد أيضا أن تلك الجلسة من أجل مناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر ومناقشة هموم أبناء المصريين بالخارج والعمل علي وضع الحلول المطمئنة لها. وأكد علي العمل علي لم شمل المصريين كما نوه في الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف يدعم الرئيس الذي سيعمل علي إعادة مصر لمكانتها بالعالم والارتقاء بالشعب المصري وتعويضه عما فاته ونشر العدل والأمن والأمان في ربوعه والاهتمام بالحفاظ علي كرامة المصريين بالداخل والخارج، وأنهي حديثه بالدعوة إلي جلسة عاجلة وخاصة حول انتخابات اتحاد الجالية في المرحلة المقبلة لأهمية احتياج الجالية إلي وجود اتحاد قوي يحظي بثقة الجميع، ثم آلت الكلمة للأستاذ وحيد شعبان رئيس جمعية الأمل ومن قدامي مؤسسي اتحاد الجالية والناشط في العمل الميداني وهموم المصريين بالخارج الذي أكد علي أهمية حرية الرأي والتعبير واحترام الرأي والرأي الأخر كما نص الدستور الجديد لأن ذلك لو تم احترامه فسوف يقودنا إلي المجتمع الديمقراطي الذي نحلم به، ونوه الأستاذ وحيد في كلمته للحاضرين علي أنه سوف يدعم الرئيس الذي يوحد صفوف المصريين ويمحي فكرة القتل والعنف والتفرقة بين الأسرة الواحدة، ويري أنه مع الرئيس الذي سيراه يعمل لمصلحة الوطن وينهض به. ولا بد كما يري علي الرئيس القادم أن يتجنب البطانة السيئة التي عملت في الماضي علي إفساد القيادة وتخريب الوطن، ويدعو إلي محاربة الفاسدين في كل مكان ومنع الواسطة والمحسوبية التي ورثناها منذ عهد مبارك كما يؤكد دعمه لوضع معايير قوية تتعلق بالانتخابات الخاصة بالجالية المصرية بباريس في المرحلة المقبلة ويدعو الحاضرين إلي التجهيز لها حتي لا تكرر أخطاء الماضي، أما المهندس محمود البابلي فقد أكد أنه جاء إلي هذا الاجتماع لكي يسمع الجميع ولكي تكون هناك فرصة للتعبير عن أنفسنا ونستمع للكثير من الآراء والأطروحات المتعلقة بحب الوطن وقضاياه المصيرية ومع تكرار الجلسات البناءة علي هذا النحو وكما يري فإن ذلك سوف يقود إلي الحلول وإلي حبنا واحترامنا لأنفسنا ومن ثم لوطننا. وقد أكد علي ذلك الحاج طارق عبد النبي من كبار التجار المصريين بفرنسا والذي أكد في كلمته أيضا علي حبه ودعمه للوطن برغم كل الظروف لأن مصر وكما يري تستحق الكثير كما يراهن علي نجاح مصر في المرحلة المقبلة التي يراها تتجه إلي الرخاء والاستقرار بعد زوبعة الثورة، أما الأستاذ سعيد صبيحة المسئول بالمركز الإسلامي بمنطقة لابورجيه الدائرة 93 فيري أن مهمة المصري بالخارج هو مهمة الرجل الفعال وليس المتكلم، ويري أنه سيدعم الرئيس الذي يعيد لمصر قوتها ومجدها وهيبتها بين الأمم، كما يدعو إلي تلاحم المصريين في المرحلة الحالية التي تتطلب جهد الجميع بعيد عن المناصب والكراسي الزائلة، لأن مصر دولة حضارية وإسلامية كبيرة وتستحق منا أن نعمل لذلك، كما أنه كان يري أنه من الأفضل لمصر في مرحلة ما بعد الثورة مجلس رئاسي محايد يقود البلاد إلي بر الأمان خلال المرحلة الانتقالية وبعدها كان يمكن التجهيز للانتخابات الرئاسية ولكن وكما يري قدر الله وما شاء فعل. و طالب الأستاذ سعيد في كلمته الحاضرين علي بذل الجهد والعطاء والوقوف مع الوطن لرد جزء من جميلها علينا، ويري أنه قدم المزيد من عمله في مجال عمارة المساجد والمراكز الإسلامية وتوضيح الصورة الطيبة للإسلام والمسلمين ونقلها للسلطات الفرنسية مقرونة بقوة الجالية وفعاليتها في الشارع الفرنسي وبخاصة في فترات الانتخابات الرئاسية والبلدية الفرنسية وقوتها في ترجيح الكفاءة شريطة الاهتمام بها والدفاع عن معتقداتها ومصالحها، كما دعم في كلمته في أيضا فكرة وضع شروط ومعايير تتعلق بمن يرغب في الترشح لرئيس اتحاد الجالية القادم للمصريين بفرنسا. أما الأستاذ منصور نصار رئيس جمعية المعوقين المصريين بفرنسا فقد أكد علي دعمه للوطن ودعمه للمشير عبد الفتاح السيسي الذي يراه رجل المرحلة الحالية لأنه قدم نفسه فداء لمصر عندما قدم كفنه علي يده وراهن مستقبله العسكري للاستجابة لرغبة الجماهير للترشح للرئاسة وتحمل المسئولية في تلك المرحلة العصيبة، كما أكد علي وجود شروط في رئيس الجالية المصرية القادم برغم أن الأكثرية من أبناء الجالية هنا من محافظة الغربية وعادة ما ترجح كفة المرشح ولكن وضع معايير جديدة سوف تتغلب علي تلك المشكلة. وهو ما أكد عليه حسن عبد العال من قدامي المصريين بفرنسا والذي دعا إلي أهمية إجراء انتخابات الجالية بشكل نزيه وشفاف لكي يأتي من يستحق تلك المكانة ويعمل لأجل المصريين وليس لأجل السفارة والمحسوبين علي النظام كما حدث في الماضي ولابد من رجل قوي كما يحدث في اختيار مصر لرئيسها الآن وتطلعها إلي رئيس نزيه وقوي يناسب مكانة مصر والمصريين، ثم جاء دور الدكتور عادل سالم الطبيب والباحث في مجال العلوم الطبية والذي تابع كلمات الجميع حتي جاء حديثه الواعي والبناء ليوحد آراء المصريين في تلك الجلسة ويوفق توجهاتهم بلا تعارض بين دعم مصر ودعم الرئيس السيسي في شعار واحد وبلا تعارض بين كلا الدعمين باعتبار أن أحدهما يوصل إلي الأخر لافتراضه في الدعمين حسن النوايا والمراهنة علي وضع مصر علي الطريق الصحيح وانتشالها مما هي فيه، أما السؤال الهام كما يري هو وخلال المرحلة المقبلة هل سيمتلك الشعب الشجاعة والإرادة في أن يحاسب الرئيس القادم بعد مرور عام من حكمه للحكم علي أدائه للحفاظ علي مكتسبات الثورة، فإذا نجح الرئيس في مهمته فيجب علينا أن نقف معه ونسانده، وإذا أخلف فيجب علينا أن نكون مستعدين لمحاسبته كما حدث مع من قبله. وبخصوص انتخابات الجالية المصرية بباريس أكد علي موافقته علي وضع معايير جيدة تتعلق بالكفاءة للفوز بهذا المنصب، أما الحاج محمد سليمان فأوضح في كلمته للحاضرين حلمه بنظام إسلامي معتدل لحكم مصر وبخاصة بعد التجربة الاشتراكية الديمقراطية، ولهذا عندما جاء مرسي والإخوان بطرحهم الإسلامي تم اختيارهم علي أسس معينة واحتكاك قديم لهم مع الشارع منذ وقت طويل حتي سلمنا لهم ووقعنا في حبالهم ولكن بعد فترة اكتشفنا فشلهم في إدارة شئون البلاد واقتصاد الكثير من فضائل ومؤسسات الشعب ورموزه حتي تم عزلهم ووصلنا الآن إلي خيارين كلاهما مر وهو إما اختيار صباحي كرئيس مدني ولكنه غير مقنع وإما اختيار رجل عسكري نخافه ونخشاه ولكننا رغم ذلك سوف ندعمه ونتمني أن يحسن ظننا به ويحكم مصر بشكل مدني ويهتم بالشعب والفقراء ويرتقي بالوطن. أما كلا من الأستاذ طريف نصار والأستاذ عبد السلام نصار فقد أكد دعمها لمصر ومرشحها الحالي المشير عبد الفتاح السيسي لدوره المشرف وانحيازه للشعب وحفاظه علي الثورة، ثم اختتم اللقاء الدكتور محمد السعدني الأستاذ والمحاضر بالجامعات بالإمارات والمعروف بثقافته لدي السلطات الفرنسية والمصرية والذي نوه في كلمته إلي أهمية الإيمان بقدرات الشباب في المرحلة المقبلة باعتبارهم دعامة النهضة بالوطن ودعا إلي الاهتمام بالبحث العلمي والتعليم والاهتمام بترسيخ فكرة الانتماء والوطنية لضمان انتماء المصريين بالخارج لوطنهم، وتمني في الرئيس القادم أن يعمل وفق رؤية وخطة واعدة للمستقبل دعامتها الشباب مع تحفيز الإرادة والعطاء والعمل عند المصريين في المرحلة المقبلة، وأن يتم التأسيس لمصر علي أساس الانتماء لها والانتماء لمحيطها العربي ويري في فرنسا بخصوص نجاح اتحاد الجالية وأن يتم التوفيق والحب بين بين الجمعيات المختلفة وأن يتم البحث عن رئيس اتحاد ذو كفاءة يستوعب كل المصريين وهو لن يتأخر عن إبداء النصح في هذا المجال الذي ينفرد به ودعا مع الحاضرين في نهاية تلك الجلسة إلي إقامة لقاء آخر في القريب العاجل لمناقشة انتخابات الجالية في باريس في المرحلة المقبلة وفي النهاية أجمع الحاضرين علي دعمهم الشديد لإعلاء المصلحة الوطنية ودعم مصر بدعوة أخري من الحاج محمود نصار الذي دعا لهذا الاجتماع ودعمه تحت رعايته.