ما يجري الآن من تلبيس إبليس قطر، هو تحويل الإسلام الي أيديولوجية ثابتة موظفة من قبل جهات معينة، مثل الإخوان، وحماس، وشيخ قطر تميم، والقرضاوي، بمساندة العار من قناة الخنزيرة، للتأثير علي بسطاء المسلمين المضللين، وغير المثقفين، بتلك الأيديولوجية المزعومة، حتي ينساقوا وراءهم دون وعي أو تفكير, ودون إدراكهم لأدلجة الإسلام بسبب الجهل والأمية, وتدني المستوي الفكري، وإعمال العقل، لدي جماهير عريضة من المسلمين. فيحاولون جاهدين بث شعاراتهم وتأويلاتهم الأيديولوجية، وتصنيفاتهم المزعومة، علي أنها الإسلام الحقيقي، الذي يجيز لهم إقصاء وتصفية كل من يخالفهم الرأي باسم الدين. ويتطور ليصبح تصفية جسدية, ولا علاقة لهذا الهراء بالإسلام. فالإسلام الحقيقي دين السلام, والحوار والمنطق والعقل والتسامح والعدالة. قال تعالي: 'يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله' وقال: 'وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا' وقال: 'ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن' وقال: 'ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة'. إن الغزوات التي واجه فيها المسلمون الكفار، لم تأت بتعدي المسلمين عليهم، ولكنها بدأت بتعدي الكفار. ولم يحدث يوما أن تعرض المسلمون الأوائل والرسول وأصحابه، أحد، مسلمين كانوا أو كفارا، حتي لا يقال إن الإسلام بسماحته ورقيه، أرغم الناس علي إعتناقه تحت حد السيف. لأن ذلك يتنافي مع الإسلام نفسه بقوله تعالي: 'ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق'، وعكس ذلك لا يمكن وصفه إلا بالعمل الإرهابي. إن المتنبئين الجدد، المؤدلجين للدين الإسلامي، هم الممارسون للإرهاب، المدعوم من قوي الشر والظلم والقهر، المتمثلة في قطر بمساعدة إسرائيلية ودعم أمريكي وذيولها المتخلفة. الكل يعلم أن الأيادي القذرة لنظام قطر الانقلابي، ملطخة بأبشع الجرائم، وإيواء الإرهابيين، والمنظمات السرية، والعلنية، ودعم وتمويل التفجيرات في مصر، والسودان، وسوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وتونس، وقتل المدنيين والعسكريين، وزرع الكراهية، لإشعال حروب أهلية دينية. ويظن هذا النظام القطري الهش بشيخه الإنقلابي، أن سراديب نظامه الفاسد المأجور قوية. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. النظام القطري، والشيخ الإنقلابي، يختلف كليا عن باقي أنظمة دول العالم قاطبة. منذ الإنقلاب علي الشرعية مرتين متواليتين، بمساعدة جهات أجنبية، وإرهابية، ودعم أمريكي. فبات الكيان القطري، لا هو دولة، ولا هو نظام يشبه الأنظمة العربية. ليس نظاما جمهوريا، أو ملكيا، أو امبراطوريا، أو مشائخيا، أو قبليا، أو من الموروثات مثل باقي دول الخليج! فهذا النظام ليس إلا نظام الفوضي المنظمة، تحت شعار 'الإرهاب'. وأنا علي يقين أن النظام القطري سينتهي بمأسآة كبيرة أخلاقية، لا مثيل لها في التاريخ الحديث. والنهاية البشعة حتما ستكون لأي حاكم كان فاشيا أو نازيا، أو إرهابيا، أو مجرما، وقاتلا، مثل أنظمة، مبارك، ومرسي، والبشير، والقذافي، وصالح، وزين العابدين، التي انتهت بهذا الأسلوب المخزي. فعندما كانت بدعة التوريث منتشرة في الدول العربية النائمة, كان هؤلاء الرؤساء المستبدون، وغيرهم، يدربون أولادهم للتوريث. والآن تقوم قطر بصرف المليارات من أموال خزينة الدولة، والشعب القطري، بإنشاء جمعيات وهمية، ومقرات سياسية، لتبني الإرهابيين، وتقديم الدعم الشهري والسنوي للمنظمات المتطرفة، ومحاولاتها الفاشلة لإبقائها خارج عمليات القاعدة، وجرائم المتأسلمين. لأسباب كانوا قد أوجدوها لتلك المراحل الآنية، للسيطرة والاستحواذ والهيمنة، بشتي الطرق والوسائل، حتي إستغلال الخطاب الديني. حتي عندما وصل حكم الإخوان إلي مصر, حاولوا أسلمة كل شيء وفرض معتقداتهم الدينية حتي علي غير المسلم, من أجل الوصول الي أهدافهم, وإن تطلب ذلك استخدام القوة والعنف والقتل والإرهاب والتفجيرات. وسيأتي الدور حتما علي شيخ قطر بنظامه الهش الانقلابي الفاضح. وسيكون القصاص والجزاء والعقاب لكل من ينقلب ويتطاول علي القيم والمبادئ الإنسانية الصحيحة والعادلة. فمفهوم الإرهاب لا يمكن حصره في مصادرة الحق في الحياة، بقدر ما يشمل جميع الأشكال المادية والمعنوية، التي يتضرر منها البسطاء من الناس بعيدا عما هو قانوني, وأن علاقة الإسلام بالإرهاب هي علاقة تنافر وتناقض. لأن الإسلام أتي للحق والخير والجمال والعدل والحرية والسماحة والمساواة، ومحاربة الإرهاب, بكل أنواعه وأشكاله ومسمياته المزعومة، المادي, والفكري والأيديولوجي, والعقائدي، حتي يتخلل جميع مناحي الحياة المادية والروحية لجميع البشر. وإن دواعي إرهاب قطر إما سعيا لفرض السيطرة الطبقية, أو فرض الهيمنة الأيديولوجية علي المجتمعات العربية والإسلامية ككل بالتعاون مع تركيا من أجل الخلافة المزعومة. وعن هؤلاء الإرهابيين أو الداعمين والمشجعين والممولين والمنفذين، بالطبع يفتقدون القيم الإنسانية النبيلة المستندة إلي العقائد الإسلامية الصحيحة، والمواثيق الدولية، وحقوق الإنسان, والنظم التربوية المتقدمة. وكذلك يفتقدون الثقافة الحقيقية، لنضال الشعوب، من أجل السلام، والحرية الحقيقية، والديمقراطية المشروعة، والعدالة الاجتماعية. فالتشبع بالقيم المانعة ممارسة الإرهاب يعتبر نتيجة لسيادة المنظومات المتطورة الرائدة, والتي يجب دعمها لأداء دورها الإنساني، لبناء إنسان ينبذ الإرهاب, وتعبيرا عن تضحيات الأفراد والجماعات والشعوب، لاستئصال أشكال الإرهاب التي تمارسه دويلة قطر. عميد النادي الدبلوماسي الدولي.. [email protected]