أصدر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، فتوي شرعية أكد فيها علي حكم زيارة المسلمين للأرض الفلسطينية بصفة عامة والمسجد الأقصي المبارك بصفة خاصة في ظل الظروف الحالية ما يتعرض له المسجد الأقصي المبارك في هذه الأيام من محاولات التهويد بصور شتي. وأكد المفتي العام، في بيان وصلت مراسلنا في القدس نسخة منه، علي أهمية إعادة التذكير بهذه الفتاوي السابقة الصادرة عنه بالخصوص في ظل تصاعد الهجمة الاحتلالية علي مدينة القدس، سعياً لتهويدها بالكامل، ومحاولة طمس معالمها الإسلامية، ووضع اليد علي المسجد الأقصي المبارك، وتدنيس رحابه يومياً باقتحام المستوطنين، وإقامتهم الشعائر والترانيم التوراتية المزعومة، بمشاركة حاخامات وقادة سياسيين تحت حماية أفراد شرطة الاحتلال، لفرض واقع جديد، وتمهيداً للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصي المبارك بين المسلمين واليهود، إضافة إلي التهديد بهدم المسجد الأقصي، بهدف إقامة الهيكل المزعوم علي أنقاضه. وقال المفتي حسين: 'إننا نود التأكيد علي فتاوينا السابقة بالخصوص، والتي تؤكد الآتي: إن رحاب المسجد الأقصي المبارك، وأسواره وأبنيته، وأفنيته، وقبابه، وأروقته، ومصاطبه، وأسفل المسجد الأقصي وأعلاه هي وقف إسلامي إلي قيام الساعة، وهي حق خالص للمسلمين لا يشاركهم فيه أحد، فالمسجد الأقصي المبارك اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصي الزاوية الجنوبيةالشرقية من مدينة القدس القديمة المسوّرة بدوْرها، ويشمل كلاً من قبة الصخرة المشرّفة 'ذات القبة الذهبية' والموجودةِ في موقع القلب بالنسبة إلي المسجد الأقصي، والمصلي القِبْلِي 'ذي القبة الرصاصية السوداء'، والواقعُ أقصي جنوب المسجد الأقصي، ناحية 'القِبلة'، فضلاً عن نحو 200 مَعْلمٍ آخر، ما بين مصليات، ومبانٍ، وقباب، وأروقةٍ، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات'. وذكر الشيخ حسين قول مجير الدين الحنبلي في كتابه 'الأنس الجليل': 'إنّ المتعارف عند الناس أنّ الأقصي من جهة القِبلة الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال أن الأقصي اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور، فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره، من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة، والمراد بالأقصي ما دار عليه السور' 'الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل: 1/20]، قال تعالي: 'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ'[الإسراء: 1''. كما أكد المفتي العام للقدس علي أن السيادة علي المسجد الأقصي المبارك والولاية عليه، حق قرره الله لهذه الأمة الإسلامية وحدها، وورثته عن نبيها عليه الصلاة والسلام، وسلفها الصالح، وترعي هذا الحق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.