في البداية لمن لا يعرف 'إيباك' لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية فهي أهم وأقوي لوبي صهيوني في الولاياتالمتحدة الأميركية, , ومن أهدافها ضمان بقاء إسرائيل قوية في مواجهة كافة المخاطر التي تهددها, , فقد أسسها اليهودي الأميركي 'سي كنن 'في العام 1950 في واشنطن وتضم 100 ألف عضوا ينشطون في 50 ولاية أميركية، و هدفها الضغط علي أعضاء الكونغرس وتحقيق الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني الموجود علي أرض فلسطين. ' الدهر يومان يوم لك ويوم عليك. فأن كان لك فلا تبطر.. وان كان عليك فلا تضجر ' فقد بدأت اليوم منظمة 'إيباك' اليهودية، تفقد سيطرتها في الولاياتالمتحدة.. فقد فشلت في محاولاتها لوقف تأكيد تعيين 'تشاك هاغل ' وزيراً للدفاع وأخفقت في السعي إلي دفع الجيش الأمريكي لمهاجمة سوريا، كما تفشل الآن في جهودها لعرقلة المحاثات النووية مع إيران.. وكانت 'إيباك' تتفاخر في ما مضي، بأنها تستطيع خلال أربع وعشرين ساعة، أن تحصل علي تواقيع 70 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، علي منديل من مناديل المائدة، لو أرادت ذلك ولكنها لم تتمكن هذا العام من حشد أكثر من 59 مؤيداً لمشروع قانون' فرض عقوبات جديدة علي إيران' ومن العلامات الأخري علي تراجع تأثير 'إيباك'، أن الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، لم يَحضرا مؤتمر منظمة 'إيباك' الذي عقد هذا العام في واشنطن2-4 مارس و حضره رئيس الوزراء 'الإسرائيلي' بنيامين نتنياهو'، والجدير بالذكر ان اوباما كان يحرص دائما علي حضور هذا المؤتمر ويلقي كلمة فيه لكن هذا العام اختلف الوضع ولكن هذا لا يعني أن منظمة 'إيباك' قد لفظت أنفاسها الأخيرة، فهي ما تزال تتمتع بعضلات قوية.. فإن دعوة 'إيباك' إلي تقديم دعم غير مشروط للحكومة 'الإسرائيلية'، يضعف احتمالات التوصل إلي حل تفاوضي بين 'الإسرائيليين' والفلسطينيين. فهذه المنظمة، تدعم السياسات 'الإسرائيلية' المخالفة للقانون الدولي ، ومن ضمنها إقامة المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، ومصادرة الأرض الفلسطينية ببناء 'جدار الفصل' الأسمنتي العنصري، الذي يمتد عبر الضفة الغربية فقد نشرت منظمة العفو الدولية منذ أسبوع، تقريراً يتضمن تفاصيل مفزعة عن استخدام 'إسرائيل' القوة المفرطة في الضفة الغربية.. ودعم 'إيباك' لهذه الممارسات غير الشرعية و يعتبر تأثير 'إيباك' علي السياسة الأمريكية والضغط عليها لتقديم دعم غير مشروط ل'إسرائيل'، يُذكي المشاعر المضادة لأمريكا حول العالم كله، ويهيئ الفرصة لشن مزيد من الهجمات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة فكل ذلك يحول الولاياتالمتحدة إلي بلد منبوذ.. فهي تصف الأممالمتحدة، بأنها هيئة معادية لدولة 'إسرائيل'، وقد ضغطت علي الحكومة الأمريكية لكي تعارض قررات محاسبة 'إسرائيل' فمنذ عام 1972 استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض 'الفيتو' ضدّ 44 قراراً من قرارات مجلس الأمن التي تدين أعمال 'إسرائيل' ضدّ الفلسطينيين تهاجم 'إيباك' الساسة الذين يعترضون وتطالب الكونغرس الأمريكي بالموافقة دون جدال علي التشريعات التي يصيغها أعضاؤها فهي تقطع لسان كل من ينتقد إسرائيل.. فقد اتهمت صحفيين وسياسيين، ومراكز أبحاث، وطلاباً وأساتذة جامعات، بأنهم معادون للسامية، لمجرد اتخاذهم مواقف منتقدة لسياسات الحكومة 'الإسرائيلية' و تغذي 'إيباك' الحكومة الأمريكية بوجهة نظر مشوهة عن الصراع الفلسطيني 'الإسرائيلي'، فتقوم بترتيب رحالات ترفيهية إلي 'إسرائيل'، لممثلي الحكومة الأمريكية، فتأخذ 'إيباك' كل عام عشراتٍ من أعضاء الكونغرس وعائلتهم في رحلات مجانية إلي 'إسرائيل' كما تمارس 'إيباك' الضغوط لكي تذهب المليارات من دولارات دافعي الضرائب إلي 'إسرائيل'، بدلاً من إنفاقها في بناء أمريكا في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الآن.. ويحضرني الأن كلمة هتلر ' كان بأمكاني أحراق كل اليهود في العالم لكني تركت أقلية منهم ليعرف العالم لماذا أحرقتهم