خلال السنوات الأخيرة سجل تعددت روايات نهايه آلعآلم سواء علي شكل تنبؤات وتوقعات، أو أفلام سينمائية تعتمد أيضا علي أحد السيناريوهات المتوقعة من كوارث مناخية هائلة أو كويكب يسحق الحياة بارتطامه بالأرض أو مخلوقات فضائية تستعمر كوكبنا. ورغم أن معظم التنبؤات لم تر النور علي أرض الواقع، إلا أن بعض السيناريوهات ليست محض خيال واحتمال حدوثها منطقي ووارد، بغض النظر عن ضآلة الاحتمال أو صعوبة تقدير زمن وقوعه.1 - ظاهرة الإحتباس الحراري علم الحياة الكثير من العلماء يعتبر ظاهرة الإحتباس الحراري هي المهدد الأعظم لكوكبنا. والتغير المناخي هو الأثر الأساسي المصاحب لهذه الظاهرة. ويتمثل ذلك بتقلبات مناخية حادة تؤدي إلي تصحر في بعض المناطق، وخلل في نظام توزع الحيوانات والحشرات وتكاثرها، وانتشار كبير للأوبئة في العالم، كما ستغمر مناطق عدة من اليابسة بالمياه بسبب ارتفاع منسوب المحيطات والبحار، بالإضافة إلي تغييرات أخري قد لا يمكن التنبؤ بها. وتدهور الظروف المناخية والمعيشية عالميا قد يؤدي إلي اضطرابات سياسية ومجاعات وحروب أهلية. كل ذلك يمكن أن يجعل كوكبنا مكانا غير ملائم للحياة. ويجدر الذكر هنا، أن ظاهرة الاحتباس الحراري لها عدة نظريات تفسر أسبابها ونتائجها علي المدي الطويل. ولم تتضح مخاطرها بشكل كامل حتي الآن. ولكن إحدي النظريات تسند التقلبات المناخية والإحتباس الحراري إلي تقلبات في باطن الأرض وليس في الغلاف الغازي للأرض، ويعتبر أتباع هذه النظرية أن ارتفاع وتيرة حدوث الزلازل والبراكين هي أيضا نتيجة مباشرة لإرتفاع حرارة الأرض الباطنية.2 - ارتطام كويكب بالأرض علم الحياة رغم أن ذلك أحد السيناريوهات المفضلة لدي منتجي الأفلام، إلا ان احتمال ارتطام صخرة فضائية بالأرض هو مصدر قلق حقيقي لدي العلماء. فانقراض الديناصورات كان سببه جرم سماوي ارتطم بالارض، حسب إحدي النظريات المرجحة. وفي عام 1908 سقط نيزك في سيبيريا، ولم يترك أي أثر للحياة علي مساحة تزيد عن ألفي كيلومتر مربع. ويعمل العلماء حاليا علي تطوير أنظمة رصد الكويكبات والأجرام السماوية التي تشكل خطرا علي كوكبنا، كما تجري أبحاث مكثفة لصناعة سلاح مضاد لهذه الأجرام.3 - انتشار الأوبئةالنظام العالمي الحالي الذي يجعل المجتمعات البشرية كتلة متصلة واحدة يضاعف من خطر انتشار الأوبئة، وظهور أوبئة جديدة لم تدرس سابقا. وقد شهد العالم عدة حالات لأوبئة جديدة تنتشر بسرعة كبيرة. ويكون التحدي في هذه الحالات هو إيجاد العلاج قبل توسع دائرة انتشار المرض، وفقدان السيطرة عليه. وقد يشكل الإنسان مصدر الخطر بحد ذاته من خلال تطويره لفيروسات مخبرية. في عام 2011 أعلن عن تطوير نوع جديد من انفلونزا الطيور مخبريا، ويمكن انتشاره في الهواء وعبر جميع أنواع الحيوانات. ومجرد خروجه من المخبر قد يشكل كارثة عالمية.4 - حرب عالمية نووية علم الحياة رغم محاولات الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم، إلا أن احتمال استعمال المخزون الهائل من هذه الأسلحة علي نطاق واسع يبقي واردا. ومجرد استعمال أية جهة كانت أحد هذه الأسلحة النووية، يمكن أن يؤدي إلي سلسلة من الانفجارات الهائلة القادرة علي القضاء الكامل علي جميع مظاهر الحياة. ولا يمكن استثناء الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي تصنف أيضا في خانة أسلحة الدمار الشامل.5 - ثورة الروبوتات علم الحياة تجسد هذا السيناريو في فيلم 'المنهي' أو 'الفاني'، والذي يعتبر أن هندسة الذكاء الاصطناعي ستصل إلي مرحلة يستقل فيها الرجل الآلي 'الروبوت' عن حاجته للإنسان. وعندها يمكن أن ينقلب علي صانعه ويقضي عليه. ومع غرابة الفكرة، إلا أن علماء الحاسوب والبرمجة يعتقدون أنه احتمال واقعي ومنطقي جدا. لأن مفهوم الذكاء الاصطناعي قائم علي إعطاء الحاسب إمكانية التعلم الذاتي وتطوير قدراته من خلال دراسة وتحليل نتائج العمليات التي يقوم بها والمعلومات التي يجمعها. ومع التقدم السريع في هذا المجال العلمي تصبح إمكانية تحقق الفيلم علي أرض الواقع أمرا واردا إن تم تزويد الحاسوب بآلية حركة وبعض الأسلحة.6 - التزايد المتسارع لعدد سكان الأرضإن المخاوف من الاكتظاظ السكاني في كوكبنا بدأت منذ القرن الثامن عشر، عندما توقع الباحث الانكليزي توماس مالتوس أن الحياة علي الأرض يهددها التكاثر السكاني. وأن تزايد التعداد السكاني سيؤدي في مرحلة ما إلي مجاعات وأوبئة ومخاطر عدة علي الحياة بشكل عام. وبينما يعتقد بعض الباحثين أنه يجب الحد من التكاثر السكاني قبل أن يشكل كارثة علي الجميع، تري فئة أخري ان النمو السكاني سيستقر خلال الخمسين سنة القادمة، ولن يشكل ذلك مشكلة حقيقية للبشرية.7 - كرة الثلج المتدحرجةكل مما سبق وارد الحدوث وفقا للحقائق العلمية، ولكن يميل كثير من العلماء إلي رؤية نهاية العالم وفق نظرية كرة الثلج المتدحرجة. وهو ما يعبرون عنه بتتابع أحداث وأسباب عدة قد تكون مزيجا من كل ما سبق ذكره. فمن وجهة نظرهم أن النهاية لن تنحصر في حدث معين ومدة زمنية قصيرة، إنما ستكون تدريجية ونتيجة لعدة أحداث ومسببات مختلفة ومتتالية.