مخطط الإخوان لن ينجح.. والشعب لن ينتظر عليهم طويلاً!! المؤامرة تستهدف 'السيسي' وصولاً إلي مخطط إسقاط الدولة الشعب أكثر وعيًا من 'النخبة' وأكثر فهما ل'فقه الأولويات'!! الاستفتاء علي الدستور القادم هو استفتاء علي شرعية ثورة 30 يونيو.. فاحرصوا خيار 'السيسي' ليس 'ترفًا' وإنما هو خيار اللحظة وتحدياتها عاد الجدل مجددًا إلي الساحة المصرية، حروب صغيرة تندلع هنا أو هناك، حوارات بلا معني، ومحاولات لدفع الأمور إلي مزيد من الاحتقان، بدأنا العودة مجددًا إلي الحالة التي عاشتها مصر في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، إنها نفس النخبة، نفس الوجوه، التي تريد أن تعيدنا إلي المربع صفر، بطولات زائفة، ومحاولات لافتعال المعارك، وكأننا لم نتعلم الدروس، أو كأن الآخرين نجحوا في أن يدفعوا بنا مرة أخري إلي حرب تصفية الحسابات بينما العدو لا يتوقف عن التآمر والقتل والإرهاب، ظنا منه أنه قادر علي إعادة عقارب الساعة إلي الوراء.. !! في لحظات الأزمة، يتكاتف الناس، ينسون خلافاتهم، وتطلعاتهم الذاتية، ويواجهون عدوهم المشترك، هكذا علمتنا دروس التاريخ، وتجارب الشعوب، ولكن الحالة المصرية يبدو أنها ستبقي 'محلك سر'، إنها نفس الأمراض التي ورثتها النخبة، كثير من هذه الوجود التي تطل علينا هذه الأيام، هي ذاتها الوجوه التي سبق لها أن روجت لمحمد مرسي وتحالفت معه، أو صمتت علي جرائمه، وراحت تحدثنا عن شرعية 'كاذبة' وآمال وهمية في الإصلاح، الآن يطلون بوجوههم، وكأنهم هم صناع الثورة وقادتها، يحاولون القفز علي آمال البسطاء وطموحات المقهورين، الذين يبحثون عن لقمة عيش كريمة، وشعور بالأمن والأمان يعيد الطمأنينة إلي النفوس.. هنا في مكة والمدينة، في مزدلفة، ومني، التقي العشرات من المصريين والعرب، الكل يتحدثون عن مصر، كلما قابلني أحدهم يبادرني علي الفور 'ادع لمصر'، كانوا يتضرعون إلي الله سبحانه وتعالي بأن ينقذ الوطن من مخاطر الفتنة والإرهاب، هؤلاء هم المصريون الحقيقيون لا يبحثون عن مكاسب شخصية، ولا مغانم وفتية، فقط يحرصون علي الوطن، ينشدون الهدوء علي أرضه. بينما كنت أطوف حول الكعبة، كان صوتها عاليا ودعاؤها مؤثرًا، كانت سيدة مصرية، طاعنة في السن، كانت تدعو 'يارب احفظ مصر، يارب احم السيسي ووفقه واحفظه لنا'، كانت الدموع تنهمر من عينيها، إنها مواطنة مصرية بسيطة، حالها هو حال الكثيرين في مصر وخارجها، فقط نريد الوطن، ونريد القائد، الذي يمضي بنا إلي بر الأمان.. في أعقاب الانتصار الكبير بعد ثورة الثلاثين من يونيو، تفاءل المصريون كثيرًا بالمرحلة القادمة، كان إيمانهم بالسيسي عميقًا، أصبح ولا يزال حلمهم في النهوض بعد التحرير، المصريون شعب عظيم، لديه حس وطني عميق، الوطن يسكن في الذاكرة والوجدان، لديه قدرة غريبة علي الفرز، شعب يعرف من معه ومن ضده، لا تخدعه الكلمات، ولا الشعارات، لذلك كان احساسه صادقا تجاه السيسي حتي قبيل الثورة كان الناس لديهم قناعة بأن مصر ستتحرر من الاحتلال الإخواني علي يد هذا الرجل، وبعد أن تحقق الحلم رسم المصريون صورة 'البطل' وكتبوا أسفلها اسم الفريق أول عبد الفتاح السيسي.. أدرك أن هناك حساسية لدي الرجل، إنه لا يريد شيئا، فقط يبحث مثلنا عن مصر الناهضة العظيمة التي حاول الأعداء تدميرها وتمزيقها وإثارة الفتنة بين أبنائها، إنه بسيط مثل أبناء الجمالية الذين ترعرع بينهم، وعاش حياتهم، وكانت طموحاته من طموحاتهم.. قبيل الثلاثين من يونيو كنا نعيش في خضم حالة ظلامية، تراجعت فيها الآمال والطموحات، تزايدت فيها المؤامرات داخل القصور وخارجها، أصبحنا فيها أسري حكم الجماعة والعائلة، انقسم خلالها الشعب بين قلة مارقة وملايين ترفض الخضوع، كان فيها الرئيس هو رأس المؤامرة علي الشعب والوطن، لم يكن أمينا علي البلاد، وكانت جماعته تقايض علي أرض الوطن لحساب الكرسي!! كانت مؤسسات الدولة مستهدفة، لم يكن هناك انسان يأمن علي نفسه، كان اقتصاد البلاد يعيش حالة الانهيار، والأزمات تتفاقم في الشارع، وطوابير البنزين والسولار تمتد كيلو مترات عديدة.. .. لا تنسوا هذه الحالة، لا يجب أن تغيب عن أذهانكم ولا تنسوا أن من حررنا، وأسقط الاحتلال من علي كاهلنا رجل اسمه عبد الفتاح السيسي، إنه أصبح مستهدفا، ليس فقط من الإخوان، ولكن أيضا من ذيول الإخوان، وبعض الوجوه الكالحة من مروجي ثقافات الغرب وعدائه الشديد لكل ما هو عسكري.. ولا تنسوا أن أوباما يتآمر ضده بعد أن هزم مشروعه.. مشروع الشرق الأوسط الجديد!! هنا علي أرض مصر، نعرف تماما قيمة الجيش العظيم، ندرك أن الشرطة المصرية هي عماد الأمن، وأن قضاءنا هو الملاذ، وأن مؤسسات الدولة العريقة هي التي تدير شئون الحياة، لقد حاولوا تدمير كل شيء، باسم الديمقراطية وحقوق الانسان، وتناسوا أنه لا ديمقراطية في ظل الفوضي وحكم العصابات، وأن الحديث عن حقوق الانسان هو ضرب من الخيال في ظل فقدان الأمن وانهيار الاقتصاد.. أدرك تماما أننا أمام حكومة مرتعشة الأيادي، والمرتعشون لا يجيدون التصويب، وأدرك أيضا أن بعضا من رجالات البرادعي الذين زرعهم قبل أن يمضي موجودون في الرئاسة وفي مجلس الوزراء، لكنني في الوقت ذاته لدي ثقة كبيرة بأن عمر هؤلاء لن يزيد علي أسابيع قليلة قادمة، نعم ستأتي حكومة حقيقية تعبر عن الشعب، حكومة تحسم ولا تتردد، تحمي أمن البلاد، وتواجه القتلة والمجرمين، حكومة تأخذ بيد الفقراء الذين انتظروا وتحملوا، حكومة تحقق الاستقرار وتمتلك خيالاً لتحقيق الأهداف التي يرنو إليها المصريون.. لا تفقدوا الأمل، ولا تصدقوا هؤلاء الذين يريدون بث اليأس في النفوس، غدا سيأتي السيسي ممتطيا جواده، ليخوض بنا البحر من جديد، ويجعل مصر 'قد الدنيا' كما وعد وكما قال أكثر من مرة.. إن جماعة الإخوان 'الإرهابية' تحاول ومعها حلفاؤها إحباط الجماهير، وبث الدعايات الكاذبة، ومطاردة المثقفين داخل مصر وخارجها، يسعون إلي تحويل حياتنا إلي 'نكد' يومي، ويجعلون من يوم 'الجمعة' من كل أسبوع يوما 'للقلق والمخاوف' لكنهم ينسون أن هذا الشعب العظيم صبور ولديه قدرة علي التحمل والعناد.. صحيح أنه يواجههم في الشوارع، ويطاردهم في الحواري، لكن صبره لن يستمر طويلاً، غضبته عارمة، وثورته عليهم ستكون جارفة، وساعتها لن يستطيع أحد أن يرحمهم، بل سيفترسهم الشعب، ويعلق لهم المشانق في الشوارع ويطاردهم من بيت إلي بيت ومن شارع إلي شارع. هؤلاء يكررون نفس أخطاء 'نظام مبارك' يتعاملون مع الشعب وكأنه شعب 'بليد الإحساس' وينسون أن هذا الشعب العظيم لا يخاف التهديد أو الترهيب، وانه لن يصبر عليهم طويلاً، وأنه إذا ثار فلن يستطيع أحد أن يهدئ من ثورته، أو يقمع غضبته، هذا شعب لا يعرف المستحيل. يراهن الإخوان، علي 'يأس' هذا الشعب، مساكين يظنون أننا يمكن أن نخضع مرة أخري لاحتلالهم وتآمرهم وخيانتهم للوطن والتفريط في وحدته وأراضيه، لن ينجحوا، مهما ارتكبوا من جرائم، مهما اشتد إرهابهم وتعدي كل الحدود، سنقاومهم ونطاردهم ليصلوا هم ولسنا نحن إلي مرحلة اليأس والتسليم بإرادة الشعب الذي لفظهم وأطاح بحكمهم واحتلالهم لهذا البلد العظيم. إن الشعب أكبر من هؤلاء الذين يحاولون التحدث باسمه، بينما هم يشاركون في المؤامرة ضده، من حيث أرادوا أو لم يريدوا، الشعب هو القائد وهو المعلم، إنه يعرف متي يصمت ومتي يتحرك، متي ينتظر ومتي يتصدي، إنه ضليع في فقه الأولويات، يتحمل الجوع، لكنه لا يتحمل التفريط في الوطن وكرامته، شعب ينشد الاستقرار وينبذ الفوضي، استطاع أن يحمي البلاد ويدحر مخطط التآمر الذي دفعت لأجله المليارات منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير. لقد كان الشعب المصري يدرك أن هدف المتآمرين في الداخل والخارج هو الوصول بمصر إلي الحالة السورية أو الليبية، لذلك انتفض المصريون وراحوا يلملمون شتاتهم ويتصدون للمخططات، ويلتفون حول جيشهم العظيم، الذي لم يخذلهم، بل وقف إلي جانبهم، وسيظل وفيًا لهم حتي القضاء علي ذيول 'المؤامرة' التي يقودها الإخوان وحلفاؤهم في الداخل والخارج لاسقاط الدولة المصرية. وسوف يفاجأ المصريون خلال الفترة المقبلة بتفاصيل قضية التخابر الكبري التي تورط فيها محمد مرسي وعدد من قادة الإخوان الآخرين، وكيف تآمروا علي الوطن بقصد اسقاط الدولة وإشاعة الفوضي في البلاد. إن الأيام المقبلة سوف تكشف الكثير، لكنها تحتاج منا أيضًا مزيدًا من التوحد، والاستعداد للاستفتاء علي الدستور، بهدف حشد كل الطاقات، ذلك أن الاستفتاء علي الدستور هو استفتاء علي شرعية ثورة الثلاثين من يونية. لقد استعدت الجماعة الإرهابية وذيولها لمطالبة الجماهير بالتصويت ب'لا' علي الدستور، وهم في ذلك سوف يرصدون الأموال، وينشرون الشائعات، وإثارة حملة من الأكاذيب، لكنني علي ثقة كاملة بأن الشعب سوف يفاجئهم كما فاجأهم من قبل، وسوف يخرج الناس من كل حدب وصوب ليقولوا: 'نعم' للدستور، والذي قطعًا سيأتي متوافقًا مع الكثير من آمالهم وطموحاتهم في بناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة. إن خطة الإخوان تهدف إلي معاقبة الشعب وإحالة حياته إلي جحيم، إنهم يريدون عقابه علي ثورته، وكان أولي بهم أن يراجعوا 'خيبتهم' الثقيلة، وأن يكفروا عن ذنوبهم الكبيرة في حق هذا البلد، لكنهم أثبتوا للجميع أنهم كارهون لمصر، عبيد للكرسي، متعطشون للدماء ولذلك حلت عليهم لعنة الشعب، وغضب الله سبحانه وتعالي. إننا ندرك أن الأيام المقبلة سوف تتزايد فيها المؤامرات وأعمال العنف ومحاولات التخريب، لكننا علي يقين أن مصير هؤلاء هو كمصير الإرهابيين في الجزائر وغيرها، فالإرهاب لن يبقي أبد الدهر، لكن الشعوب تبقي، وشعب مصر حتمًا سيدحر المؤامرة. إنني علي ثقة أن مصر ستكمل عبورها، وتنتصر لإرادتها الحرة، وأن شعبها العظيم سيبقي يتصدي، لأنه يعرف أن البديل يعني الموت والدمار والخراب. لن نيأس أبدًا يا جماعة الإرهاب، افعلوا ما شئتم، أحرقوا، دمروا، خربوا، ولكن حتمًا سنهزمكم وسوف تدفعون الثمن غاليًا بعد أن يطهر المصريون الأرض منكم، هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل إلا ما هو طيب!!