مازالت المعاناة من الدروس الخصوصية مستمرة و استنزاف اولياء الامور مستمر، واصبح الدرس الخصوصي يمثل عبئ كبير يلقي علي عاتق المواطن البسيط فلم يكتفي المدرسون بمرحلة الثانوية العامة لإستغلال الاباء فأصبحت في جميع المراحل سواء التعليم الاساسي او الثانوي، و تقوم وزارة التربية و التعليم بعدة محاولات للقضاء علي ظاهرة الدروس الخصوصية، و قامت بزيادة راتب المعلم و الكادر الخاص به و في النهاية قامت بتغيير نظام الثانوية العامة من عامين الي عام واحد لتخفيف العبئ علي الاسر، و توفير للجهد، و رفقا بأولياء الامور، و لكن النتيجة جاءت عكسية حيث زادت الدروس، و قام المعلمين بمضاعفة راتبهم من الدروس الخصوصية، قامت جريدة 'الأسبوع' باستطلاع رأي لمعرفة مدي معاناة المواطن من الدروس الخصوصية. قالت 'فاطمه' احدي اولياء الامور 'الدروس تمثل لنا عبئ كبير العيب في ان المنظومه التعليمية فاشلة و لكن لا يوجد امامنا طريقة اخري حيث ان المدرسين يتكاسلون عن الشرح في المدرسة لاحباط الطلاب و لاجبارهم للجوء للدروس الخصوصية و انا عندي 3 اولاد منهم 2 في الاعدادية وواحد في الثانوية و بدفع اكثر من 700 جنيه في الدروس '. و أضافت 'دلال' طالبة بالصف الثاني الثانوي 'انا عندي 6 مواد ولازم ألجأ للدروس في كل المواد لأن المدرس لا يقم بالشرح في المدرسة و لا التزم بالذهاب الي المدرسة لانها تعد مضيعة للوقت دون فائدة و لا استطيع الفهم منه لذلك تعد الدروس الخصوصية هي الطريق الوحيد للنجاح. و قالت طالبة اخري 'احنا بنعاني كتير مع المدرسين بسبب ارتفاع اسعارهم وكثير من المدرسين يضعون شروط حيث انني قمت بالاتفاق مع مدرس في مادة اللغة الانجليزية و لكنه رفض البدء في المنهج الا بعد اكتمال عدد الطلاب 14 طالب و شرط الاجر 100 جنيها لكل طالب و الدفع مقدما و ليس امامنا غير الموافقة علي شروطه '. و اشار مساعد مدرس ثانوية عامة ان المدرس الذي يعمل معه يذهب يوميا الي اكثر من 3 مراكز تعليمية في منطقة واحدة بالاضافة الي الدروس الخصوصية و الدروس في الاحياء الراقية بمبالغ عالية. و عند سؤال احد المدرسين قال 'ع. ص' مدرس لغة عربية أنه لجأ الي هذا الوضع بسبب ارتفاع الأسعار و عدم كفاية المرتب و أضاف انه يبذل مجهود كبير لمساعدة الطلبة و ما يأخذه هو حقه و أضاف ان سبب اللجوء للدروس بسبب ضعف الراتب الحكومي الذي لا يكفي في الحياة و الجدير بالذكر أنه اكد انه في حالة وصول الراتب الحكومي لما يقرب من 3000 جنيها لن يلجأ للدروس الخصوصية و سوف يقوم بتركيز جهوده علي المدرسة فقط '. و السؤال هنا الي متي ستظل العملية التعليمية هكذا و الي من نوجه اللوم: - الي المدرس الذي لا يراعي ربنا و المواطن البسيط. - أم الي ولي الامر الذي لجأ الي الدروس ليري ابنه يوما ما في كلية قمة. - أم الي الحالة الاقتصادية الصعبة التي جعلت المدرسين يجعلون من التعليم صفقة و انتهي الدور الاساسي 'الرسالة'.