لاشك أن محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء' محمد ابراهيم' الخميس الماضي جاءت كمؤشر علي التطور النوعي للأسلوب الذي ستتبعه جماعة الإخوان المجرمين ضد الدولة من الآن فصاعدا والذي يستدعي لنا عمليات الاغتيال الأسود في فترة إرهاب الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فاليوم يعود هذا الأسلوب في إطار أكثر احترافية عبر استخدام السيارات المفخخة وأجهزة التنصت والتفجير عن بعد والهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر. الواقعة تؤكد تورط الإخوان في تنفيذها لاسيما وأنها تأتي في أعقاب حملة الاعتقالات الواسعة لرموز الجماعة وفي أعقاب حملة التهديد والوعيد التي شنها الإخوان ضد الدولة. ومن ثم فإن استهداف وزير الداخلية يدق ناقوس الخطر ويوحي بأن العد التنازلي لاستهداف رجال الدولة قد بدأ. وعليه يتعين علي الدولة الضرب بيد من حديد علي أفراد هذه العصابة الإرهابية التي خرجت عن كل الشرائع والأديان، ووأد تحركاتها في مهدها حفاظا علي مصر وأمنها القومي. الأسلوب الذي نفذت بواسطته الجريمة يشير إلي مشاركة تنظيم القاعدة في ارتكابها بعد أن تحالفت مع البؤر الإرهابية التي شكلها' مرسي' في سيناء لتكون داعمة له وتكون بمثابة جيش حر لحمايته ضد جيش مصر. أراد الإخوان بهذه الجريمة ترويع المجتمع المصري وإرباك الدولة بعد عزل مرسي وفقدانهم السلطة، فكان أن لجأوا للعنف بدعم من الخارج عبر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والتركية والتي ساءها أن يسود الاستقرار مصر. محاولة الاغتيال جاءت كرسالة تحذير لمصر وعليه يتعين علي الدولة اليوم أخذ كل التحوطات اللازمة حيال إمكانية توسيع الاخوان لنطاق عملياتهم الارهابية. وعلي الداخلية تعقب عناصر الارهاب وبث الوعي لدي المواطنين لإشعارهم بأن أمن الوطن هو أمن للجميع بحيث تتكاتف الجهود لمساعدة الشرطة في درء الارهاب وتعقب عناصره. وفي هذه المرحلة التي تعيش فيها الدولة حالة حرب مع الارهاب يتعين تمديد فرض قانون الطوارئ ومنع المظاهرات والاعتصامات والتي لاينجم عنها إلا الفوضي وعدم الاستقرار. وليت الدولة تلجأ في هذه الفترة الحرجة الانتقالية إلي المحاكمات العسكرية لمن يثبت تورطه في جرائم إرهابية ضمانا لأحكام سريعة ورادعة. إن اتهام الإخوان بجريمة الخميس الماضي لم ينبع من فراغ، فلقد حاولوا عبر كل تحركاتهم إسقاط المؤسسة الأمنية واضعاف جيش مصر العظيم وأقاموا من أجل ذلك الجسور مع الخارج وتحالفوا مع أمريكا والغرب وإسرائيل وتركيا وحماس لتمرير مخططهم الاجرامي الأسود ولا أدل علي ذلك من بؤر الارهاب التي زرعوها في سيناء والتي تحولت بفضل 'مرسي' إلي مركز استقطاب للارهاب العالمي، وليس مستبعدا أن يكون التنظيم الدولي للاخوان هو المحرك لمحاولة الاغتيال بعد أن أخذت تركيا علي عاتقها تمويل العملية. جماعة الاخوان منذ نشأتها تزداد عنفا وإرهابا وبالتالي فهي لن تتورع عن فعل أي شيء اليوم من أجل العودة إلي كرسي السلطة، فليحذر الجميع مخططهم الجهنمي لإسقاط الدولة فهم فئة باغية ضالة لايمكن عقد مصالحة معها إذ كيف تتصالح الدولة مع من يستهدفها بالارهاب والترويع؟ لقد صدق 'عبد الناصر' وكان علي حق عندما قال إن الإخوان لاأمان لهم..