ماأعظم ما صنعته المرأة في صدر الدولة الإسلامية من أدوار عظيمة سجلت أسمها بحروف من نور في التضحية والفداء وتحمل المسئولية والوقوف بجانب دولة الحق والعدل والمساواة فاستحقت التقدير والعرفان بحجم مابذلته من بطولات وعطاء من أجل نشر الدعوة والحفاظ على الإسلام والوقوف في وجه عتاة الظلم والبهتان من مشركي قريش وغيرهم من أعداء الدين في صدر الإسلام وحول تلك النماذج الرائدة من النساء الخالدات تحدثنا فضيلة الأستاذة الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات. تقول فضيلتها:كثير من الناس لا يعرف شيئا عن دور امرأة عجوز اسمها رقيقة بنت صيفي: كان لها دورًا هامًا في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهي رقيقة بنت صيفي وقيل بنت أبي صبفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، عمها عبد المطلب بن هاشم. وتتصل رقيقة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هاشم بن عبد مناف فهو جدها وجد أبيه، ولما أدركها الإسلام كانت قد تطاول عليها القدم وجاوزت حد الهرم والتاريخ الإسلامي يحفظ لها وقفة مع الإسلام كثيرًا ما يغفلها المؤرخون، فلقد كانت تراقب ما يدور على الساحة من حولها، وترى أن عددالمسلمين في ازدياد، وكذلك عذاب المشركين يحمي وطيسه كلما أسلم مشرك، وقد اجتمع كبار المشركين ليلًا ومعهم إبليس اللعين في صورة شيخ نجدي، وانتهى أمرهم إلى أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم في داره بيد فتية من كل قبيلة فتى ليتوزع دمه صلى الله عليه وسلم في القبائل. تلك المرأة المسنة " رقيقة" هي التي استشفت خبر قريش يوم ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم فذهبت العجوز تجر أثقالها حتى انتهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته الخبر، وحذرته من المبيت في داره، وحدثته بحديث القوم الذي لا يعلمه إلا الله، ثم هي ومن تآمروا عليه. ثم ذهبت العجوز التي أنافت على المائة لتنقل الخبر ولم تأمن على نقله ابنها مخرمة بن نوفل وهو من لُحمة النبي صلى الله عليه وسلم وذوي صحبته ذلك لأن الشك فيها وهي العجوز المسنة مستبعد ومن هنا نعلم مكانة المرأة عند الرسول صلى الله عليه وسلم فقد حظيت المرأة لثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم طفلة وشابة وامرأة وعجوز، والدليل على ذلك أنه لم يعلم بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا علي و أبو بكر وابنتاه أسماء و عائشة رضي الله عنهم فقد جعل الرسول أسماء وعائشة رضي الله عنهما محلَّ ثقته وسره ولم يخشَ منهما على أمر الهجرة، وهو أعظم حدث في تاريخ الإسلام بدليل أنه لم يتحدث مع أبي بكر رضي الله عنه في أمر الهجرة إلا بعد معرفته بأنهما وحدها الموجودتان عنده، وإلا لأخرجهما من البيت لينفرد بالسر هو و أبو بكر وحدهما، وهذا في حد ذاته دليل دامغ ندفع به من يتصنعون الخوف على الدعوة والحركة فيستبعدون العنصر النسائي كما لو كان شرًا مستطيرًا ستضيع به الدعوة، وتهلك به العصبةكما أثبتت المرأة شجاعة وبسالة في مواجهة العتاة من المشركين. فها هي أسماء بنت أبي بكر الفتاة تواجه بشجاعة نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام وهم يقفون على باب أبي بكر رضي الله عنه فتخرج إليهم أسماء رضي الله عنهاعندما يستفسرون عن أبيها وتأبى أن تجيبهم إلى ما يريدون، وكان أبو جهل فاحشًا خبيثًا إذ يلطم خدها لطمة تطرح منها قرطها ولا تبالي.. وأظهرت المرأة إقداما على الهجرة وتهيئة الأجواء للنبي وللإسلام وذلك عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى يثرب وقال: [ من أرد أن يخرج فليخرج إليها ] فكانت ليلى بنت أبي حثمة، هي أول امرأة هاجرت إلى المدينة، فقد كان أول المهاجرين أبو سلمة ثم تبعه، عامر بن ربيعة، وزوجه ليلى وتعد أول ظعينة تهاجر إلى المدينة، ويظن الكثير أن أول مهاجرة كانت أم سلمة ولكنها كانت ليلى ولم تكن هجرة ليلى بنت أبي حثمة، إلى يثرب -المدينة- مجرد انتقال من مكان إلى مكان ولكن كان لها دور إيجابي هي وباقي المهاجرات والمهاجرين في توطيد دعائم الدين الإسلامي في قلوب اليثربيات واليثربيين. ولم تكن وحدها التي ساهمت في نشر الدعوة بالمدينة وإنما قام معها بنفس الدور أم منيع وأم سلمة مع ليلى بنت أبي حثمة العدوية في الهجرة تأكيدًا على الدور الإيجابي للمرأة في نشر الدعوة إلى الإسلام حيث ساهمن في تهيئة جو ايجابي قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم تمثل في دخول الكثيرين في الإسلام من أهل السنة يثرب و الاستقبال العظيم الذي استقبله أهل يثرب للنبي، فكان في موقفهن مثلًا يحتذى للابتعاد عن السلبية وأن تكون المراة المسلمة إيجابية في كافة مواقعها سواء كانت عاملة أم ربة منزل أما وأختا وزوجا داعية ومثالًا يحتذى. منطقة المرفقات