الهدوء والسلامة والسكينة والدفء الأسري هو ما يحلم به كل زوجين وخاصة بعد أن يمن الله عز وجل عليهما بأطفال يكبرون تحت جناحيهما يوما بعد يوم.. يصبح حلمهما الوحيد هو تربيتهم علي أكمل وجه حتي يصلوا لبر الأمان ولكن لا ينال المرء كل ما يتمناه فأحيانا تُسلب الفرحة والحلم الأبيض في لحظه دون سابق إنذار مثلما حدث مع عمرو أحمد صبحي »50عاما« مدرس اللغة العربية بإحدي المدارس الإعدادية دون أن يعمل حساب أن الدنيا فانية وانه لا هروب من قضاء الله.. كان يعيش حياة هادئة مع زوجته وأبنائة الثلاثة كغيرهم من الأسر يعيشون يوما في فرح وآخر في مشكلات يومية يقدرون علي مواجهة بعضها والبعض الآخر يقف عقبة أمام حياتهم.. إنتقل المدرس مع أسرته إلي شقة جديدة في بيت والد زوجته ولكن واجهتهم أزمة مالية في إستكمال بناء الشقة.. الأمر الذي دفعهم لأخذ قرض من أحد البنوك قيمته 12 ألف جنيه وبالفعل إستكملوا بناء الشقة وإكتمل الحلم الجديد وعادت حياتهم مستقرة مرة أخري يذهب الأبناء إلي مدارسهم يومياً ولم يتأثر دخل الاسرة إلا قليلا بسبب أقساط القرض الشهرية.. وفجأة وفي لحظة مثلما تعطي الحياة الكثير تسلب منا الأكثر.. ولكن هذه المرة سلبت منه حلم عمره وهدفه الوحيد في الحياة.. سلبت زوجته وأبناءه الثلاثة فقد نفذ أمر الله عليهم بعد إنفجار أنبوبة البوتاجاز في المطبخ أثناء تناولهم الغداء.. يحكي قصته وهو يذرف بدلاً من الدموع دماً انه عاد للمنزل وجد كل شئ ضاع منه في لحظات قليلة.. لم يتحمل صدمة الفراق وتم نقله إلي المستشفي في حالة إنهيار عصبي شديدة إستغرق علاجه ما يقرب من عامين.. عاد إلي الحياة مرة ثانية فوجدها لم تكتف بصفعة واحدة علي الرغم من مقاومته لإستئنافها مره ثانية لقد إستولي "حماه "علي الشقة بكل ما تبقي فيها فأصبح ليس له ملجأ يأوي إليه.. كما تم إحالته علي المعاش من وظيفته بسبب تغيبه عن العمل طوال هذه الفترة ولم يكتف من الصدمات حيث حجز البنك علي كل مصادر دخله لحين سداد القرض كاملاً بفوائده بناء علي شروط العقد.. اغلقت جميع الأبواب أمام عينيه ولم يعد لديه شقة أو أسرة او حتي وظيفة علي الرغم من أنه تم وضعه تحت الفحص الطبي لمدة 90 يوماً للتأكد من مدي قدرته علي العودة للتدريس مرة أخري.. جاءت نتيجة الفحص في صالحه ولكن لم يعد للعمل حتي الآن.. اصبح المدرس مشرداً بالشوارع لا يجد حتي قوت يومه يعامله الناس كالمتسول.. نناشد وزير التعليم بفتح باب الأمل الوحيد الذي تبقي لديه وعودته لوظيفته مرة أخري فهي الشعاع الوحيدالذي قد ينير له بقية أيامه معززاً مكرماً.. فهل من مجيب؟! ..