المهندس أحمد على راتب حلم كل طفل مصري منذ صغره أن يصل إلي المرحلة الجامعية ويصبح طبيبا أو مهندسا أو غيرهما من المناصب التي لها شأن ومكانة في المجتمع متطلعاً إلي أن يصبح من المشاهير ..وعندما يصل إلي هذه المرحلة يبذل كل الجهد لينهيها بسلام علي أمل التخرج للحصول علي وظيفة سواء كانت بإحدي الشركات الحكومية أو الخاصة ..ولكن لا ينال المرء كل ما يتمناه فالعديد من الشباب الحاصلين علي مؤهلات عليا لا يتمكنون من الحصول علي وظائف هذه الأيام بسبب ظروف كثيرة يمر بها مجتمعنا ..فيصبح الأمل الوحيد الذي يعيش عليه بعد غلق جميع الابواب في وجهه هو التطلع والحلم بفرصة سفر إلي الخارج وحبذا أن تكون بإحدي الدول العربية التي تعطي رواتب مغرية دون أن يعلم هؤلاء الشباب أن للسفر ضريبة واجبا دفعها رغما عنهم ..مثلما حدث مع المهندس أحمد حسن البكري وهو مهندس استشاري مصري سكندري لم يتعد عمره ال 35 عاما حصل علي بكالوريوس الهندسة ولم يجد وظيفة تليق بمكانته العلمية وتعود عليه براتب يساعده علي المعيشة ..لذلك بحث عن فرصة سفر بإحدي الدول العربية وبالفعل سنحت له الفرصة بالسفر إلي المملكة العربية السعودية والعمل بإحدي شركات العمارة والإستشارات الهندسية بمدينة جدة ..وكان يحصل المهندس أحمد علي راتب جيد استطاع من خلاله الزواج وتكوين أسرة وأصبح لديه زوجة و3 أبناء يقوم بزيارتهم في الاجازات ..وفي أحد الأيام تلقت زوجته مكالمة تليفونية من مواطن ذكر أنه يمني الجنسية وأبلغها أن زوجها توفي إثر حادث مروري أثناء عبوره الطريق بعد أن صدمته سيارة .. كانت هذه ضريبة الغربة ولكنها ضريبة قاسية وغالية هذه المرة لم يدفعها هو فقط بل تأثر بها كل أفراد أسرته علي رأسهم والداه المسنان وأطفاله الذين حرموا من حنان وعطف الأب غير انه عائلهم الوحيد.. واضاف اليمني أن سيارة الإسعاف نقلته بعد وصول الشرطة إلي موقع الحادث إلي أحد المستشفيات العامة وحفظ جثته بالثلاجه . وتحكي شقيقته اماني ما حدث بعد تلقيهم خبر الوفاة وتقول انهم قاموا بعمل توكيل لدفن شقيقهم بمحافظة بيش بالمملكة السعودية ..وقاموا باستلام شهادة الوفاة من وزارة الخارجية المصرية بمحافظة القاهرة فوجدوا ان تاريخ شهادة الوفاة يوافق يوم 51 مايو 9002 علي الرغم من أنهم تلقوا خبر الوفاة يوم الأربعاء الموافق 02 مايو لنفس العام ..وتضيف اماني أنهم تسلموا تقريراً طبياً مرسلا من المستشفي الذي نقل اليه جثمان شقيقها يفيد بأن المستشفي استلمت الجثمان بعد الوفاة مباشرة في نفس اليوم الذين تلقوا فيه خبر الوفاة ..وكان هذا التقرير عبارة عن نسخة مصورة بدون أية أختام تثبت صحتها ..وعند رجوعهم إلي وزارة الخارجية للإستفسارعن هذا التباين الواضح بين تاريخ شهادة الوفاة وتقرير المستشفي ..فأجاب المسئول عن خدمة المواطنين المصريين بالسعودية أن احتمال الخطأ وارد في تسجيل شهادة الوفاة بالسعودية وان الملف الخاص بالفقيد والذي يضم كافة الأوراق ومنها محضر الشرطة وتحقيق النيابة والتقرير الطبي وستكون نسخا لأصول الاوراق ومن المفترض أن يتسلموها بعد 3 أشهر ..واكدت أنهم رجعوا للوزارة أكثر من مرة ولم يتسلموا هذا الملف حتي الان .. وتوضح زوجة الفقيد أنه قبل وفاة زوجها كان يحكي لها عن خلاف كبير بينه وبين المسؤلين بالشركة حول رفضة الموافقة والتوقيع علي بعض المشاريع التي تسلمتها الشركة ..مما عرضه للتهديد والخوف ..وتقول أماني ان زملاءه رفضوا الإدلاء بأي معلومات في هذا الشأن والكثير منهم غيروا أرقام تليفوناتهم هربا من الضغط عليهم من أفراد أسرة الفقيد ..أسرة محمد "والديه وأخواته وزوجته "أصبحوا لا يغمض لهم أعين ولا يعرفون طعما للحياة فهم يستغيثون بوزير الخارجية وملك السعودية بان يهتموا بقضيتهم فهم لا يطلبون سوي ملف شقيقهم الذي يوضح سبب وفاته حتي تطمئن قلوبهم بعد مرور اكثر من عام من القلق والحيرة وغياب راحة البال ..فهل من إستجابة ؟!