قبل ان يخلع المصريون الطربوش من علي رؤوسهم كان الطرطور هو مادة المزاح بين الناس أو السخرية منهم أو الدفاع عن النفس عندما يحاول أحدهم النيل من الاخر استهزاء او نصبا فيكون رده اوعي تفتكرني طرطور. منذ انحسار الطربوش من علي الرؤوس واصبح لا لزوم له بعد ان كان صاحبه »قيمة وسيمه« صار الطربوش مثل الطرطور مادة للسخرية والمزاح ويا ويلك اذا وصفت أحدهم بأنه طربوش حيث يتملكه الغضب وتأخذه العزة بالاثم رغم ان قصدك بهذا الوصف لا يتعدي ان »أخينا« لا لزوم له - مثل الطربوش في هذا العصر بالتصرف الذي قام به ولا ينبئ عن تحمله المسئولية او قدرته علي اداء المطلوب منه. الطربوش كان ارتداؤه لطبقة الافندية مرورا بالبكوات وصولا الي الباشوات وحتي ملك البلاد يلزم صاحبه بأن يحسب لنفسه كل تصرف وكل ما يتفوه به من لفظ ويحمل للطربوش الذي يرتديه فوق رأسه ألف حساب. اما الطرطور فكان في عصر الطرابيش رداء الرأس للبلياتشو والصعاليك من الناس، لذلك كان اصحاب الطرابيش ومنهم »الأعيان« والتجار الكبار لا يقيمون وزنا لاصحاب الطراطير. في عصر الطربوش كانت العبارات تقطر ذهبا في الحوار بين الناس، وعندما انتهي عصره صارت لغة الشارع أكثر اللغات اثارة للتقزز والاشمئزاز وربما تصيبك بالغثيان. طبعا من المستحيل المطالبة بعودة الطربوش حتي تعود لغة الشارع الجميلة وماذا تفعل عودة الطربوش مع لغة افلام الموجة الجديدة وحوارات الشباب الروش. وبمناسبة الطرابيش والطراطير يروي عن عبدالسلام النابلسي ان المخرج حلمي رفلة قام بتعنيفه اثناء اخراجه فيلما للممثل الكبير وقال له عندما خرج عن النص: انت فاكرني طرطور يا استاذ.. وبسرعة رد النابلسي.. طرطور ازاي يا استاذ حلمي.. ده انت علي راسنا من فوق.