نظرة سريعة علي سجل المباريات السابقة قد تجعل منتخب تشيلي يتساءل عما اذا كان من المجدي مواجهة البرازيل في دور الستة عشر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم اليوم. وواجهت تشيلي مسيرة سيئة غير معتادة أمام البرازيليين في اخر خمس سنوات وخسرت سبع مرات متتالية واستقبلت شباكها 26 هدفا. كما خسر منتخب تشيلي مباراتيه السابقتين في كأس العالم ضد البرازيل الاولي بنتيجة 4/2 في الدور قبل النهائي عام 1962 علي أرضه والثانية 4/1 في دور الستة عشر عام 1998 في فرنسا. وأحدث المدرب مارسيلو بيلسا ثورة في منتخب تشيلي منذ توليه المسئولية قبل ثلاث سنوات وحول الفريق من واحد من أسوأ منتخبات القارة الي واحد من أفضلها لكن حتي في ظل ذلك فانه يدرك أنه سيواجه مهمة صعبة ضد أبطال العالم خمس مرات. وقال المدرب الارجنتيني "ما فعله البرازيليون في الماضي يعفيهم من أي نوع من التعليق." وأضاف "إنه فريق يجب توخي الحذر منه دائما والجيل الأخير يحتفظ بكل خصائص كرة القدم في البلاد وبالاضافة الي ذلك يملك صلابة وسرعة." وبدأت سلسلة هزائم تشيلي أمام البرازيل بالخسارة 1/صفر في دور المجموعات لكأس امريكا الجنوبية (كوبا امريكا) عام 2004 تلتها الهزيمة 5/صفر في تصفيات كأس العالم في العام التالي. وبعد عامين خسرت تشيلي 4/صفر في مباراة ودية ثم سقطت أمام البرازيل مرتين في كوبا امريكا الاولي بنتيجة 3/صفر في دور المجموعات والثانية 6/1 في دور الثمانية. وأدت الهزيمة الأخيرة الي اقالة المدرب نلسون اكوستا وتعيين بيلسا. ورغم أنه قاد التحول الرائع في مستوي تشيلي إلا أن بيلسا فشل في قيادة الفريق للفوز علي البرازيل وخسر مباراتي الفريقين في تصفيات كأس العالم 3/صفر علي ارضه و4/2خارجها. وتتألق البرازيل أمام الفرق التي تهاجمها وهذا ما يلائم تشيلي تماما. ويبدو منتخب تشيلي السريع وصاحب الأداء الهجومي صيدا سهلا أمام البرازيليين الأكثر قوة بدنيا وفي ظل حماس فريق المدرب بيلسا للهجوم فانهم يتركون ثغرات في الدفاع يستغلها بقوة مهاجمو البرازيل. واذا لم يكن ذلك شيئا يسبب القلق بشكل كاف فان تشيلي ستلعب ايضا بدون لاعبين أساسيين هما جاري ميديل ووالدو بونسي بسبب الايقاف. ولم يقرر بيلسا ما اذا كان سيشرك وامبرتو سوازو الذي يكافح لاستعادة لياقة المباريات في الهجوم بجوار خورخي فالديفيا الذي لعب كمهاجم في المباراة التي انتهت بخسارة تشيلي 2/1 أمام اسبانيا. وتحوم شكوك كبيرة حول مشاركة فيليبو ميلو مع منتخب البرازيل لكن ذلك من المستبعد أن يسبب مشكلة للمدرب دونجا الذي تحفل تشكيلته بلاعبي الوسط. وأصبح ايلانو لائقا للعودة الي مركزه في الجانب الأيمن لوسط الملعب بعد غيابه عن المباراة الأخيرة في المجموعة ضد البرتغال بسبب اصابة في الكاحل. كما سيعود كاكا أفضل لاعب في العالم سابقا الي التشكيلة البرازيلية بعد انتهاء الايقاف ومن المفترض أن يكون روبينيو الذي أراحه دونجا أمام البرتغال ضمن التشكيلة الأساسية لاضفاء لمسة ابداعية يحتاجها المنتخب البرازيلي. وتشكو البرازيل بشكل متكرر من أن المنافسين يتكتلون دفاعيا ضدهم لكن بيلسا مدرب الارجنتين السابق أكثر جرأة وفي طبيعته دفع فريقه للهجوم بغض النظر عمن يواجه. وسيحتاج مع ذلك الي مفاجأة حقيقية لينجح فريقه في اسقاط المنتخب البرازيلي بطل كأس العالم خمس مرات. يعتقد ديرك كاوت مهاجم هولندا ان اي استهانة بمنتخب سلوفاكيا المنافس المفاجيء لبلاده في دور الستة عشر ستوضع تحت المراقبة من قبل أشد منتقدي الفريق وهم اللاعبون أنفسهم. وقد يحمل فوز سلوفاكيا 3-2 علي ايطاليا حاملة اللقب تحذيرا كافيا للمنتخب الهولندي بان عودته لاستاد موسيس مابيدا في دربان اليوم لن تكون سهلة مثلما يوضح تاريخ الفريقين. ورغم ان هولندا والارجنتين هما الفريقان الوحيدان اللذان فازا بجميع مبارياتهما في دور المجموعات إلا ان المنتخب الهولندي لم يمتع أحد بعد ويصر علي التحلي بالواقعية. وقال كاوت للصحفيين هذا الأسبوع "هذه التشكيلة مليئة بنقد الذات وتسعي دائما الي أن تصبح أفضل حالا." وأضاف "نفعل كل شيء خطوة بخطوة وعندما لا نكون في مستوانا في يوم نعود الي تنظيمنا وبعد ذلك ننجح في الاستمرار أيضا." وترك الجناح المتألق ارين روبن بصمة فورية بعد عودته من الاصابة ومشاركته كبديل في اخر مباريات المجموعة ضد الكاميرون عندما صنع هدف الفوز. ويعني هذا أن المدرب بيرت فان مارفيك لن يجد لديه أي مصابين قبل مواجهة سلوفاكيا رغم أن روبن من المرجح أن يظل علي مقاعد البدلاء. ومن المفترض أن يعود جريجوري فان دير فيل الي مركز الظهير الأيمن بعد أن شارك خالد بولحروز بدلا منه في مباراة الكاميرون لتفادي حصوله علي الانذار الثاني. ومن سيفوز في دربان سيحصل علي فرصة اللعب في دور الثمانية ضد البرازيل أو تشيلي وتدرك سلوفاكيا أن عليها تقديم أداء مذهل اخر لتنتزع مكانا في الدور المقبل. وقال المدافع بيتر بيكاريك لرويترز "لا يوجد ما نخسره في هذه المباراة. هولندا هي المرشحة الأقوي. نريد فقط أن نفعل نفس ما فعلناه ضد ايطاليا." ولن يكون مفاجئا ألا يحافظ المدرب فلاديمير فايس علي التشكيلة التي تغلبت علي أبطال العالم وضمت ميروسلاف ستوك ويوراي كوتسكا ونجحت في قلب حظوظ الفريق رأسا علي عقب بعد أن شهدت المباراة التي خسرها 2-صفر أمام باراجواي تسديد كرة واحدة علي المرمي. وسيجري فايس تغييرا واحدا علي الأقل في ظل ايقاف زدينو شتربا ومن المرجح أن يلعب كميل كوبونيك بدلا منه في مركز لاعب الوسط المدافع. وبعد أن قاد سلوفاكيا لأفضل لحظة في تاريخها في كرة القدم في اول بطولة لكأس العالم لها كدولة مستقلة عن طريق اللعب الهجومي أكد فايس انه سيشجع لاعبيه مجددا علي مهاجمة المنتخب الهولندي. وقال للصحفيين "الان نحن ابطال. هناك شعور بالنشوة في سلوفاكيا.. إنه أمر لا يصدق. نحن في غاية السعادة." وأضاف "ربما سنلعب بطريقة هجومية أكثر ضد هولندا."