كأننا استيقظنا فجأة لنجد شوارعنا أصبحت بدون أرصفة .. فقد احتل الباعة الرصيف بالقوة وأصبح علينا أن نسير في عرض الشارع والاحياء رضخت وارتضت بالأمر الواقع .. الأمثلة كثيرة ابتداء من شوارع وسط البلد مرورا بالعتبة والأزهر وكل شوارع القاهرة حتي شارع طلعت حرب الذي كان تحفة الشوارع أصبح في خبر كان ! عندما تولي الدكتور عبد العظيم وزير منصب محافظ القاهرة اقترحت عليه تأجير رصيف وسط البلد فطالما احتله الباعة والمحافظة لا حول ولا قوة أمامهم فعلي المحافظ أن يأخذ الإيجار ليصلح به الحفر والمطبات والبالوعات التي يسرقها لصوص الليل وتحمل نفقات إدخال المرافق إلي المناطق الفقيرة .. هي صحيح فكرة قد تبدو غير منطقية في نظر البعض وسوف يرفضها آخرون لغرابتها وسيقولون سوف يصبح الأمر واقعا فعليا ونبقي وضعنا نفسنا في مشكلة بجد .. نحن بالفعل لم نعد نستخدم الرصيف في معظم الأحيان .. إنني أدعو المحافظ للسير في الإسعاف والعتبة علي سبيل المثال .. لابد أن نفكر بواقعية لقد فشلت الاحياء في الحفاظ علي هيبة الشوارع ولم تعد حملات المرافق ذات جدوي لان البائعين يعرفون بالمحمول مواعيد الحملات فيهربون إلي الشوارع الجانبية وهكذا خرجت الحملة ومشت في خط سيرها ولكن الحصيلة لا شيء في أغلب الأحيان .. هناك من يخبر الباعة بالموعد وهناك من باع ضميره وهناك ( ناضورجي ) يطالب الباعة بالاختفاء حتي يذهب رجال شرطة المرافق لتعود ريما لعادتها القديمة .. وهناك حل هو تحديد مواعيد سرية لا يعلمها إلا المسئول ولكن ليس هذا حلا حاسما أيضا .. الباعة لن يتحركوا من أماكنهم وعلينا إن نفكر بشكل صحيح .. وإلا ..! شارع حسن الانور الممتد من سور مجري العيون حتي جامع عمرو لم يعد فيه مكان للمشاه مع انه محور مروري مهم لتخفيف الضغط علي نفق الملك الصالح وكذلك شارع أبو سيفين الذي تقع فيه الكنائس والاديرة ويزوره أغراب .. ياريت المحافظ يزوره ويشوف مافيا الميكروباصات والباعة الجائلين كيف أساءوا للشارع .