هبط اليورو علي نطاق واسع أمس مسجلا أدني مستوي فيما يزيد علي أربع سنوات أمام الدولار مع تنامي مخاوف المستثمرين من مزيد من التراجع للعملة الموحدة. وانخفض اليورو أمام الين أيضا لادني مستوي في ثمانية أعوام ونصف مع تنامي القلق بشأن ديون منطقة اليورو مما دفع المستثمرين لبيع العملة الاوروبية. وتخلص المستثمرون من الاصول عالية المخاطر مثل الدولار الاسترالي المرتفع العائد متجهين صوب الدولار الامريكي والين والفرنك السويسري كملاذات امنة في أوقات التقلبات. ويحجم المستثمرون عن المخاطرة لعوامل من بينها القلق المتزايد بشأن امكانية افلاس دولة المجر ومنطقة اليورو وبيانات التوظيف المخيبة للامال في الولاياتالمتحدة وانخفاض أسعار السلع الاولية. وهبط اليورو الي 1.1876 دولار، وتراجع أمام العملة اليابانية الي 108.06 ين، الامر الذي تسبب أيضا في دفع مؤشر نيكي القياسي لاسهم الشركات اليابانية الكبري للانخفاض بنحو أربعة في المئة متتبعا هبوط الاسهم الامريكية. من ناحيتها تابعت الأسواق الخليجية تراجعها علي وقع الخسائر في الأسواق العالمية، فتراجعت المؤشرات في الإمارات والكويت وقطر، بينما كافحت السوق السعودية لتقليص خسائرها مع نهاية الجلسة. وفي نفس الوقت انخفضت أسعار النفط نحو 2.8 في المائة لتصل الي أقل من 70 دولارا للبرميل. وتراجعت عقود الخام الامريكي الخفيف بنحو دولارين الي 69.51 دولار للبرميل مسجلة أدني مستوي منذ أواخر مايو الماضي. من جهته أعلن حسين الشهرستاني وزير البترول العراقي أنه من الممكن الوصول لأسعار بترول أكثر عدلا إذا تحسن التزام الدول الأعضاء في أوبك بحصص الإنتاج، مضيفا أنه ليس راضيا تماما عن مستويات الالتزام الحالية. من جهة أخري رجح خبراء اقتصاد بريطانيون أن الوحدة النقدية الأوروبية لن تصمد بصورتها الحالية أكثر من خمس سنوات قادمة، إذ قد تنسحب منها أكثر من دولة،بما فيها ألمانيا، بسبب أزمة الديون التي اجتاحت عددا من الدول الأعضاء في مجموعة اليورو. ووفقا لنتائج أولية لمسح أجرته صحيفة صنداي تلجراف البريطانية, ويشمل 25 من أبرز الخبراء البريطانيين, اعتبر 12 منهم أن مجموعة اليورو التي تضم 16 دولة لن تستمر بتركيبتها الحالية، في ضوء ترجيح انسحاب أعضاء منها تحت وطأة أزمة الديون والموازنات. وفي المقابل، عارض ثمانية من الخبراء بالمسح هذا الرأي، مؤكدين قدرة اليورو علي الاستمرار، في حين قال خمسة إنهم لم يحسموا آراءهم بعد. ورأي اثنان ممن أيدوا قابلية نظام اليورو للاستمرار أنه سيصمد, ولكن ثمن صموده سيكون عجز واحدة علي الأقل من الدول الست عشرة الأعضاء عن دفع ديونها السيادية. ورأي الباحث الاقتصادي أندرو ليليكو أن فرص استمرار مجموعة اليورو بتركيبتها الحالية تقارب الصفر. وقال إنه متيقن تقريبا من أن اليونان -التي ترزح تحت ديون تقارب 400 مليار دولار وعجز في الموازنة يناهز 13٪ من ناتجها الإجمالي- ستبلغ مرحلة العجز عن سداد ديونها. بينما ذهب الباحث الاقتصادي دوجلاس ماك إلي حد التكهن بأن نظام اليورو ربما بات علي وشك الانهيار، وأن ذلك الانهيار قد يحصل في غضون أسبوع.. وأيد أربعة من الخبراء احتمال خروج ألمانيا, ورأوا أنه الأكثر ترجيحا، مع أن التوقعات الحالية تصب في اتجاه خروج الدول الأضعف ماليا مثل اليونان. من ناحيته حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن الاقتصاد البريطاني في وضع أسوأ مما كان يعتقد من قبل، مشيرا إلي أن بلاده ستواجه عدة سنوات "مؤلمة" بسبب الخفض المتوقع في الإنفاق الحكومي.