لا جدال أن الثقة لا تتجزأ في نوايا ايران الشريرة تجاه الأمة العربية.. هذا الواقع يعكسه هذا الشعور من جانب دول الخليج العربي فيما يتعلق بهذه النوايا. هذا الوضع تولد عن عملية القرصنة التي مارستها دولة الملالي ضد دولة الامارات العربية باصرارها علي استمرار احتلالها للجزر العربية طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي بالقوة المسلحة. بناء علي ذلك وبعيداً عن السذاجة التي تتسم بها آراء بعض السياسيين الداعين إلي التداخل والتقارب مع هذه الدولة فإنه من الطبيعي ان تفقد الأمة العربية كلها ثقتها ايضاً في تعاملها معها. ولقد عبر الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الوزاري الخليجي عن الموقف العربي عندما وصف الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية بأنه خنجر في خاصرة العلاقات الخليجية الايرانية إلا انني اضيف عليها ايضاً العلاقات العربية.. اشار الي ان قيام علاقات سليمة بين ايران والدول الخليجية مرهون باستعادة الامارات لهذه الجزر بالطرق السلمية أو باللجوء الي محكمة العدل الدولية والذي لابد وان يتم بموافقة الطرفين الاماراتيوالايراني، وهو ما لم يحدث نتيجة رفض ايران عرض النزاع علي محكمة العدل لخشيتها من ان يصدر القرار بتبعية هذه الجزر للامارات وهو الامر المؤكد. ولا تقتصر المواقف العدوانية الإيرانية تجاه العرب علي مشكلة جزر الامارات وانما هناك ايضاً تدخلاتها التخريبية في الشئون العراقية مستهدفة النيل من امن واستقرار هذا البلد العربي الجريح بالغزو الامريكي الغاشم . ليس ادل علي هذه الحقيقة الدامغة من المناورات والضغوط التي تمارسها ايران في عملية تشكيل الحكومة العراقية واصرارها علي فرض العناصر التي تضمن خضوعها وولاءها لها . انها لا تريد الالتزام بما جاء في الدستور العراقي الذي يعطي الحق في تشكيل الحكومة للكتلة التي حصلت علي غالبية المقاعد في مجلس النواب . ولأنها لا تثق في كتلة اياد علاوي »الشيعي« نظرا لانها تضم معظم الجماعات السنية التي تتمسك بالهوية العراقية والانتماء العربي. فقد ركزت ايران جهودها وضغوطها علي جمع شمل التكتلات الشيعية من أجل انشاء تحالف فيما بينها من اجل توفير الاغلبية اللازمة التي قد تسمح باسناد التكليف لها بتشكيل الوزارة. وما تقوم به ايران في العراق من تخريب سياسي ومعنوي واقتصادي وأمني وعدواني يتكرر ولكن بصورة أخري من خلال التحالف مع سوريا لمنع المصالحة الفلسطينية لتحقيق وحدة الصف تجاه اسرائيل.. انهم يساومون من خلال استقطاب القوي الفلسطينية مثلما استقطبوا شيعة العراق من أجل خدمة مصالحهم الدولية والاقليمية . ان هدفهم من وراء ذلك تحقيق املهم في الهيمنة والسيطرة علي المنطقة وهو الامر الذي يجمع بينها وبين ما تعمل من اجله اسرائيل التي تستولي علي الاراضي العربية والسعي للتسلط علي مقدرات المنطقة العربية. اذن فإنه ليس هناك خلاف في الأهداف بين اسرائيل ودولة الملالي حيث يجمع بينهما العداء للعرب والأطماع في الأرض والثروة. انهما يتفقان حتي في لغة القرصنة، ففي نفس الوقت الذي تعلن فيه اسرائيل ان القدس العربية التي تم الاستيلاء عليها في حرب 76 ستبقي عاصمتها الابدية.. نجد المتحدث باسم الخارجية الايرانية يردد نفس القول فيما يتعلق بالجزر الاماراتية العربية التي تم الاستيلاء عليها عنوة عام 1791 وبأنها ستبقي ملكية ابدية لايران . أمام هذه العدوانية الايرانية التي تؤكد النوايا السيئة فانه ليس امام العرب سوي الحذر والتزود بكل المقومات لمواجهة هذا التوافق الاسرائيلي الايراني.