منافسات دور النصف النهائي لكأس مصر اليوم ستكون اشبه بمعارك شرسة ومواجهات تصادمية عنيفة لن تقبل بغير النهايات السعيدة بديلا حتي وان خضعت تلك النهايات لاوقات اضافية وركلات ترجيحية.. المهم ان النهاية محتومة والتأهل للدور النهائي اجباري والاخفاق والابتعاد عن مواصلة المشوار مقروء ومكتوب.. ما يميز منافسات اليوم قبولا لكل الاحتمالات ورفضها لمعظم التوقعات وعدم ارتباطها بانه خلفيات أو تاريخيا.. فليس معني ان يحمل نادي حرس الحدود للقب العزيز ويخوض مباراة اليوم بوصفه بطل الكأس الماضي ان يشفع له هذا الشرف الكبير الذي ناله لأول مرة في تاريخه الرياضي وربما تكون النادرة وليست الاخيرة في ان يتأهل متجاوزا ومارا من المنعطف الحاد الذي يواجهه امام الاسماعيلي إلي النهائي.. كما انه ليس معني ان الاهلي صادفه هبوط مفاجيء في المستوي الفني العام وتدني واضح لقدرته علي التهديف في مباراته الاخيرة امام بتروجت انه سيستمر في معاناته امام الانتاج الحربي احدث الوجوه الطامحة في تحقيق اللقب الغالي للمرة الأولي في تاريخه الرياضي القصير. وإذا كنا قد سلمنا بأن الحظوظ مكفولة والاحتمالات موجودة للمجتمع حتي مع الاعتراف بوجود بعض الفواصل الفنية وبعض المسافات الطبقية التي قد تزيد من فرصة البعض.. فإن هذا الاعتراف لايمكن ان يكون كافيا لترجيح الكفات أو لاستنتاج النهايات والتنبؤ بالنتائج واستنباط ما قد يحدث ويجري في المباريات لكن المؤكد ان اللقاءات ستزخر بالكفاح ستعمر بالحماس وستفرز عن بعض المهارات والكفاءات.. وقد تصادف وكواكب بعض المفاجآت.. المؤكد ايضا ان ستحظي بمتابعة جماهيرية عارمة رغم انها تقتصر لتواجد الضلع الثاني في دوائر الشعبية الرياضية وهو الزمالك.. وانها ستلقي اقبالا مناسبا من الجماهير القاهرية علي ستاد القاهرة فضلا عن تواجد النوع الجديد من الجماهير المنضبطة من اصحاب الالوان المميزة والحناجر الموحدة التي شغلت مواقع ثابتة وعريضة في المدرجات خلال مباريات الاندية المنتمية للمؤسسة العسكرية كالحدود والطلائع والانتاج.. ويجدر بنا ان نستقريء بعض المعالم الفنية والظواهر المهارية التي ربما كشفت عنها استعدادات رباعي الاندية لمباراتي اليوم. الاطراف الأربعة لمباراتي اليوم ترفع شعارا واحدا وتقتنع وتعتقد في الاداء الجومي كوسيلة فاعلة واكيدة لبلوغ النهاية السعيد وهي الفوز.. ورغم تفاوت وتباين الاساليب والطرق المؤدية لهذه الغاية المنشودة والتي يطبقها كل فريق خضوعا لامكانات وقدرات لاعبيه وأعضاء الاجهزة الفنية.. غير ان كل الاطراف لاتقبل بالاداء التحفظي الدفاعي وتقبل بالمغامرات الهجومية والانطلاقات المهارية سواء أكانت فردية أو بالمجموعات وسواء اكانت امامية وجانبية ام من الاعماق والطب.. ومن ثم فان المباراتين قد تنتهيات في الوقت الاصلي دون الانتظار لاوقات اضافية وضربات ترجيحية.. ولعل مباراة الاسماعيلي مع الحدود هي المحطة الاوضح والعلامة الابرز لما نذكره بخصوص القناعات الهجومية.. الفريقان لديهما الاوراق الهجومية القادرة والفاعلة حتي وان خسر الاسماعيلي جهود نجمه النشط أحمد علي للايقاف وربما محسن أبوجريشة لعدم اكتمال الاستعداد.. غير ان الباقين لديهم القدرة علي سد الفراغ فهناك جحافل هجومية بصفوف الدراويش كالسلتي ومهاب سعيد وسوكاي واحمد خيري.. اما الحدود فلديه نخبة دولية مهارية امثال احمد عيد واحمد عبدالغني بالاضافة لاحمد حسن مكي واحمد حامد ميدو.. ولو نقلنا علي الجهة الاخري فإن الانتاج لديه زمرة من المهاجمين اصحاب المهارات امثال حسن موسي وسامح العيدروسي ومحمد زكي وأبوكوتية وحسن عوض.. اقلهم في الاوراق الهجومية الصريحة الاهلي الذي قد يلجأ لبلال الذي يشكو من تراكم الصدأ لقلة المشاركات او فرانسيس ديفوركي الليبري وكلاهما غير جاهز للاضطلاع بالمهمة.. ويستعوض الأهلي عن ندرة اوراقه الهجومية الصريحة بالقادمين من الخلف في خط الوسط امثال أبوتريكة - العائد - وبركات المتحرك ومن الخلف امثال عبدالفضيل ومعوض ومعهما جمعة وشهاب. بتوفر لدي الرباعي المتصارع اليوم اوراق ذات صبغة مهارية متميزة او خبرة دولية طويلة.. يأتي علي القمة الحارس الموهوب عصام الحضري حتي ولو سلمنا بالتأثير السلبي الذي قد يواجهه من العقوبة الدولية الاخيرة.. وفي الحدود يوجد أحمد لوكا والشاطر وعبدالغني وعبدالملك وفي الاسماعيلي يوجد بين هذه القائمة محمد حمص وعبدالله الشحات والمعتصم سالم وايمن رمضان وسمير فرج وفي الانتاج هناك حازم فتحي ومؤمن زكريا وثابت صاروخ ومشهود في الاهلي يوجد وائل جمعة واحمد حسن ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات وحسام عاشور..وعلي قدر التوفيق والانتاج الذي سيصادف اداء هذه الاوراق بقدر رجاحة الكفة وعلي المكانة التي سيحظي بها الفريق بالكامل.. ولايمكن ايضا ان نفغل فرصة بروز وتألق بعض الاوراق غير المعروفة.. فقد تصادفنا بعض المهارات من الممكن ان تحقق المفاجأة وتثبت الجدارة بالتواجد في بؤرة الاضاءة وبين قائمة المجتهدين والمبدعين.