خالد جبر لم يكن بمقدور أحد أن يلوم جماعة الإخوان المسلمين لو كانوا قد اعلنوا مبكرا نيتهم في ترشيح أحد كوادرهم لمنصب رئيس الجمهورية. هذا حقهم.. مثل هو حق أي جماعة في مصر.. وعلي الرغم من أن هذه الجماعة كانت خارج اطار الدعوة لثورة 52 يناير.. التي بدأت من الشباب الذي كانت الجماعة تتهم دائما بما هو فيهم أو ليس فيهم.. الا ان الإخوان لحقوا بالثورة بعد انطلاقها بأيام.. واحتضنوها.. وقفزوا علي منصاتها.. وكان هذا الاحتضان سببا قويا من اسباب نجاحها.. وكانت ثورة الشباب هي الباب الذي خرجت منه الجماعة من سجن الحظر الي طوفان الاستحواذ علي كل شيء. كنا نسمع مرارا وتكرارا من كوادر كثيرة داخل الجماعة انهم لا يحلمون بأكثر من المشاركة.. وانهم يرفضون المغالبة.. فارق كبير بين المعنيين.. حتي لو كنت قادرا علي تحقيق المعني الثاني، فإن الأول يعني الحكمة والتواضع والسماحة والاختيار الذكي لبدء خطة بناء مصر الحديثة. هناك اكثر من ثلاثة قرارات رسمية لمجلس شوري الإخوان عن عدم نيتهم في ترشيح أحد للرئاسة أو حتي مساندة أحد.. وهناك الاف التصريحات قالها كوادر حالية أو سابقة لها وزنها في الجماعة تؤكد هذا المعني.. فما الذي حدث.. ما الذي جعل الجماعة تتراجع عن موقفها.. وتأخذ طريقا جديدا.. يؤكد المعني الذي كان البعض يخاف منه وهو استحواذ الجماعة علي كل المناصب.. مجلس الشعب.. مجلس الشوري.. النقابات.. الأندية.. المجالس المحلية.. القضاء.. فضلا عن المحاولات المستميتة الواضحة لتشكيل حكومة منهم.. والمحاولات المستمرة لأخونة الصحافة والاعلام والبنوك والشرطة والجيش وكل مرافق الدولة. هل كل هذا حدث لمجرد العند مع المجلس العسكري الذي ذكرهم بسيناريو 4591.. أو مع الحكومة التي اصرت علي مقاطعة البرلمان.. أم حدث لأن الإخوان رأوا الطريق ممهدا ومفتوحا أمامهم وان عليهم أن ينتهزوا الفرصة السانحة.. علي طريقة ساقعة وحلوة.. ما أشربش ليه. اختيار المهندس خيرت الشاطر مرشحا لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة للرئاسة فاجأنا كثيرا.. واثار لدينا العديد في علامات الاستفهام.. ولم تكن مبررات الاعلان مقنعة بالقدر الكافي. لذلك فنحن في حاجة الي مبررات اكثر.