عندما يصرح المرشد العام للإخوان المسلمين »محمد بديع« في مؤتمر عام، وأمام جمهور كبير في »ميدان المديرية« ببني سويف، أن الإعلام والصحافة، ماهم الا »سحرة فرعون الذين جمعهم لسحر أعين الناس، وأن الشيطان الذي أوحي للسحرة ، هو الذي أوحي للإعلاميين الآن، أن يصوروا للشعب بأن الأخوان هم بديل الحزب الوطني، وهم سيدمرون البلاد« وأتجاوز عما يمكن أن تنطوي عليه العبارة من اعتبار الجماعة لنفسها عصا موسي !! وأتجاوز أيضا عن موقف الإخوان المسلمين من الأعلام، ووصف نائب المرشد العام للصحف »بالمتربصة« و»العمياء« أتجاوز حتي موقف الجماعة من كل أشكال الحوار، والمواجهة ،وكشف الحقائق ومناقشتها.. ما أتوقف أمامه بشغف ودهشة، هو لغة المرشد العام للإخوان المسلمين الصادمة، بقدرتها علي تحطيم الهدوء والوقار والرزانة والمحافظة، حين يصرح في اجتماع بني سويف نفسه، أن الصحفيين يريدون أن »يضربوا كرسي في الكلوب«!! وأن لسان حالهم يقول»فيها لاخفيها« !! ويقول في مؤتمر آخر بكفر الشيخ »أن الجماعة لم تتزوج المجلس العسكري، حتي يحدث بينهما طلاق..« وهو التعبير الذي اعتبره الكثيرون غير لائق سياسيا ألفاظ كثيرة ،ومفردات، وطريقة في الكلام، لا تدخل في باب الدعابة ولا الفكاهة ولا السخرية، ولا علي سبيل التبسط ومغازلة رجل الشارع، ولكنها تتجاوز الشعبية الي الشعبوية، وتهبط بمستوي اللغة ،والفارق كبير في الحقيقة بين شعبية تمتلك مصداقيتها، وشعبوية تبحث عنها!