لواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد الأسرة هي أول مجتمع صغير نشأ في البشرية منذ فجر التاريخ أي منذ خلق الله سبحانة وتعالي آدم وحواء وأتوا بقابيل وهابيل. ثم إتسع النطاق ليتكون مجتمعا أكبر فأكبر وعلي هذا الأساس تكونت الأسرة التي هي النواة الأساسية في بناء المجتمعات من البطون إلي العشائر إلي القبائل والجماعات ثم إلي شعوب وامم وبقدر نجاح أفراد الأسرة في تشكيل وتكوين قيمهم السلوكية والأخلاقية الصحيحة والنبيلة بقدر نجاح الأسرة والمجتمع الأكبر الذي تعيش بينه هذه الأسرة في أداء الدور الاجتماعي المنوط بهم. فالأب والأم في كل أسرة هما أول قدوة داخل الأسرة لكل طفل وليد يكتسب منهما عاداته وتقاليده وسلوكياته وأخلاقياته، يقلد ما يقولونه أو يفعلونه. وبانتقال الطفل إلي مراحل نموه الأخري يكتسب من إخوته وأقاربه والمحيطين به ثم من معارفه وأصدقائه وزملائه وأفراد المجتمع الأكبر ككل تتمثل القدوة الحسنة الأصيلة في عدة أمور من أهمها الإيمان بالله وبرسله وكتبه وتعاليم الدين والعمل بالشرائع السماوية السمحة علي أن يكون هذا الإيمان عميقا بالقول والفعل ولابد من اللجوء إلي الله سبحانة وتعالي في كل عمل يقوم به وإقامة الشعائر الدينية فتنغرس الصفة الإيمانية في قلوبهم منذ الصغر وتستمر معهم إلي النهاية، فإذا دخل الإيمان قلوبهم تستقيم حياتهم ويبتعدون عن المحرمات وكل صفات الشر بأنواعها كالكذب والنفاق والرياء وتمتلئ أفئدتهم بصفات الخير بأنواعها كالحب والصدق والكرم.. يضاف إلي ذلك حب الوطن والولاء له حيث يستشعر الأبناء من المحيطين بهم مدي إنتمائهم وحبهم للوطن ومتي ظهرت وبرزت النزعة الوطنية واستشعروا قيمة الوطن ودوره في تشكيل الوجدان الإنساني شبّوا علي هذا الولاء للوطن.. وقد ظهر ذلك في أبنائنا. شباب ثورة 52 يناير جليا وبوضوح وعليهم أن يستكملوا المسيرة طبقا لدور كل منهم في المجتمع مهما صغر شأنه فالطلب مثلا دوره الرئيس تحصيل العلم والمعرفة والموظف دوره الرئيس تأدية العمل المكلف به والعامل دوره إدارة عجلة الإنتاج والمزارع عليه الجد والاجتهاد في استصلاح الأرض وزراعتها لاستخراج الناتج منها.. وهكذا فإذا تفاني كل فرد في أداء دوره تحقق الهدف الأسمي وهو نهضة الوطن وإزدهار المجتمع وعمّت الرفاهية والطمأنينة للشعب كله.. وعلي الكبار إعطاء المثل للآخرين حيث انه عامل هام في تحفيز الهمم، وعلي كل فرد في موقع قيادي سواء داخل الأسرة كالأب والأم، أو في المدرسة والجامعة كالمعلم والأستاذ، أو في العمل كالمدير والرئيس أن يعطي المثل لمرؤوسية فيتكاتف الجميع للعمل صفا واحدا فيتحقق النجاح والتقدم للشعب كله، ونأمل في شبابنا الطاهر شباب 52يناير المزيد من الحماس النافع والمفيد نحو تقدم الوطن لتحقيق أهداف الثورة الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية لنبني جميعا وطنا قويا عزيزا فاعلا بالعمل الجاد والدؤوب في جميع المجالات والأنشطة متمسكين بالقيم السلوكية والإخلاقية الصحيحة والنبيلة وبقدر نجاح شبابنا في هذا السبيل بقدر نجاح الأسرة والمجتمع الأكبر الذي نعيش فيه ويعيش فينا جميعا في بناء مصر الحديثة. مصر المستقبل مصر الأمل.