سمير عبدالقادر كانت الدعوة الي العصيان المدني بإرادة عليا لكي يعرف العالم مدي صدق انتماء الشعب المصري لوطنه الاثنين: أراد الله عز وجل أن يكشف للعالم أجمع أصالة الشعب المصري وقوته ومدي إخلاصه وولائه لوطنه، فأوحي الي مجموعة من الشباب وقلة من الأحزاب أن تدعو الي عصيان مدني، وإضراب عام، في يوم الذكري الأولي لتنحي مبارك عن السلطة فماذا حدث.. أحبط الشعب المصري هذه الدعوة بكل طوائفه، أغنياء وفقراء، مثقفين وأميين، صغاراً وكباراً، نساء ورجالاً، وأعلنوا في شجاعة وقوة رفضهم لها، قال فريق منهم إنها مغرضة وهدفها الهدم وليس البناء، وقال فريق ثان إنها تخدم أهداف فلول النظام السابق، وقال فريق ثالث إنها تقطع أرزاق الغلابة، وقال فريق رابع إنها دعوة لضرب الاستقرار، ألا يكفيهم وقف الحال.. والبلد تشكو من البطالة وقال آخرون.. من يريدون العصيان والإضراب لا يحبون مصر وقلبهم مش عليها وتسليم السلطة لم يبق عليه سوي أربعة شهور فماذا يريدون! هكذا وقف المصريون جميعاً - ما عدا قلة ضئيلة - ضد العصيان المدني والإضراب العام، إنها مشيئة الله الذي أراد أن يكشف للشعب المصري من هم المخلصون من أبنائه للوطن ومن هم الناكرون لجميله، من هم المحبون ومن هم الكارهون من هم الوطنيون ومن هم المنتفعون من هم الشرفاء ومن هم المنساقون وراء العملاء. شكراً من الأعماق للعصيان المدني، ولكل من نادي به من الشباب أو الطلبة المخدوعين أو الاحزاب لقد كانت دعوتهم بإرادة عليا سخرتهم للقيام بهذه الدعوة لكي يعرف العالم مدي صدق انتماء الشعب المصري لوطنه، وولائه لأرضه وإخلاصه لترابه، أراد الله عز وجل أن يظهر أصالة معدن هذا الشعب، وكيف يقف رجلاً واحداً في الأزمات ضد دعاة الهدم والتخريب وفي مواجهة كل من يحاول المساس بمصالح الوطن، والاعتداء علي مؤسساته والإخلال بالأمن وإثارة الفتن والفوضي، لضرب اقتصاده. لقد تسبب هؤلاء الدعاة - سامحهم الله - في تكبيد وطنهم خسائر كبيرة نتيجة لدعوتهم الفاشلة فقد تم إعلان حالة الاستنفار القصوي لتأمين المؤسسات والمنشآت العامة والبنوك وانتشرت وحدات الجيش في المحافظات تحسباً لحدوث ما يعكر صفو الأمن، ويؤدي الي نتائج لا تحمد عقباها، إذا تعرضت مؤسسات الدولة ومنشآتها للخطر، وهذا الاستنفار الأمني كلف خزانة الدولة مبالغ طائلة كانت في غني عن إنفاقها لو كان الاحتفال بإحياء ذكري رحيل مبارك مر بسلام وبدون تهديدات بالعصيان المدني أو الإضراب العام.. فهل هذا يرضي أبناء الشعب الشرفاء وهم الغالبية العظمي؟ اللهو الخفي.. وسره الباتع! الثلاثاء: اللهو الخفي.. هذا الاسم الذي أطلقه الزميل ياسر رزق رئيس تحرير الاخبار علي الطرف الثالث الذي قيل إنه مسئول عن العنف والقتل والتخريب في كل الأحداث التي أعقبت قيام الثورة وحتي الان، أصبح معروفاً ليس في مصر وحدها، بل وفي العالم كله، وذلك بعد ان تناقلته الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء عن جريدة الأخبار، وهذا اللهو الخفي مازال يرتدي طاقية الإخفاء ولا يريد أحد أن يعلن عن هويته حتي ضاق الناس به، وأصبحوا يصبون عليه لعناتهم كلما وقع حادث يعكر صفو الأمن أو يروع الآمنين، ويعودون الي المطالبة بالكشف عنه ويعلو صوتهم لفترة، وأحياناً يصل حماسهم الي التظاهر وتنظيم المسيرات والاحتجاجات، ثم يخمد هذا الحماس عندما تهدأ الأحوال، وتعود الحياة الي طبيعتها، ولكن سرعان ما يقع حادث جديد يسقط فيه الشهداء والمصابون فيعود »اللهو الخفي« الي الظهور علي الساحة مرة أخري ويصبح حديث الناس! وحتي هذه اللحظة لم تعلن أي جهة عن حقيقة اللهو الخفي، مع أن كل الجهات الرسمية أكدت وجوده وضلوعه في كل الأحداث الدامية، وفي إثارة الفتن وضرب الاستقرار، فقد أكد علي وجوده المجلس العسكري في بياناته وتصريحاته وكذلك رئيس مجلس الوزراء، كما أكدت جهات التحقيق وعلي رأسها وزير العدل علي وقوفه خلف كل ما يجري من أحداث دامية! ومن الأمور الغامضة التي تثير الدهشة أن لجنة تقصي الحقائق في مذبحة ستاد بورسعيد التي شكلها مجلس الشعب للكشف عن مرتكبي هذه المذبحة وجهت الإتهام الي الإعلام الرياضي، وقالت إنه شحن الجماهير وأثار روح التعصب وأنه يتحمل المسئولية الكبري وذكر التقرير أن المسئول الثاني هو الوضع الأمني السيئ الذي سهل ومكن البلطجية من تنفيذ مخططهم، ثم يليه في المسئولية إتحاد الكرة وطالبت اللجنة بإصدار قانون جديد للرياضة.. هكذا انتهي تقرير اللجنة دون أن يذكر شيئاً عن اللهو الخفي أو يكشف عن سره الباتع أو عن الذين يحركون هؤلاء البلطجية، أو يمولونهم، أو يحرضونهم علي ارتكاب مثل هذه الأحداث الدامية! نعم.. قرأنا في الصحف أنه أثناء إجراء التحقيقات مع المتهمين المقبوض عليهم في أحداث بورسعيد، وردت بعض الأسماء الضالعة في التحريض عليها أو تمويلها، ومن بين هذه الأسماء شخصيات من أعضاء الحزب الوطني المنحل ورجال أعمال من الفلول ولكن لأنهم ينتمون الي »اللهو الخفي« فلم يقدم أحد علي الإعلان عن هوياتهم، أو دورهم في تنفيذ هذه المجزرة!! والأمل كبير في مجلس الشعب أن يصل في أقرب فرصة الي حل لهذا اللغز، لغز اللهو الخفي، الذي أصاب جميع المواطنين بالحيرة والقلق والخوف، وفي حالة نجاحه في الكشف عنه وفضحه، فإنه حينئذ سيكون جديرا بأن يطلق عليه اسم »برلمان الثورة«. أنا.. أو الفوضي! الأربعاء: أنا.. أو الفوضي.. هذه العبارة قالها مبارك عند تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية، ومن يتناول ما قاله مبارك بالدراسة والتحليل سيصل الي معان كثيرة وخطيرة، فإن أول ما قصده مبارك من عبارته هو التهديد فإما أن يبقي في منصبه وإما أن تحل الفوضي بالبلاد، ومن هنا يتبادر الي الأذهان أن الفوضي التي حلت بالبلاد منذ تنحيه حتي الان كان هو المتسبب فيها سواء عن طريقه مباشرة بتوجيه أعوانه الي نشر الفوضي، أو عن طريق زوجته التي قيل إنها تقود مخطط الفوضي منذ تنحي زوجها وحتي هذه اللحظة وهذا غير مستبعد علي الاطلاق خاصة بعد أن أعلنت سويسرا أنها عضو في تنظيم دولي لغسيل الأموال فهي ضالعة في الأعمال غير المشروعة كما أن زياراتها المتكررة لسجن طرة، واجتماعها بأبنائها، ووقوع أحداث دموية بعد بعض هذه الزيارات تشير الي أنها ضالعة في مؤامرات نشر الفوضي والتخريب والقتل وأنها تبذل المحاولات للانتقام من الثوار الذين خلعوا زوجها وأنزلوا به وبها وبأبنائها، أقصي ما يمكن أن يصيب أسرة حاكمة من إذلال ومهانة وانحطاط. وكان لابد أن يلتفت القادة والساسة لهذه العبارة منذ أن أطلقها مبارك، وأن يدرسوا ويحللوا معناها ومحتواها وما ترمي إليه من نوايا وأغراض شريرة، وأعمال إنتقامية، وقد ثبت مع مرور الزمن أنه كان يحمل قلباً لا يدين بالولاء لمصر أو شعبها بل كان كل شاغله أن يكون فرعوناً متجبراً قاسياً لا يعرف الرحمة وأن يجمع ما استطاع من ثروة حتي ولو كان هذا علي حساب الفقراء والمعدمين من أبناء الشعب، ومن دماء الغلابة الذين لا يجدون لقمة العيش ولا المكان الذين يأويهم ويحميهم ويقيهم من تقلبات الجو. وما يثبت ضلوع زوجة مبارك في مخطط الفوضي، أنه قال مهدداً القائمين علي إدارة البلاد: إذا تعرضت زوجتي للحبس فإنني سوف أذيع أسراراً تفضح شخصية سيادية كبيرة.. ولم يذكر إسم هذه الشخصية. هذا التهديد الصريح السافر الذي أعلنه مبارك من محبسه يدل علي ضلوعه هو وزوجته في إحداث الفوضي والفتنة في البلاد وهو مطمئن أن زوجته لن تحبس، وأنها تتمتع بالحصانة من المحاسبة والعقاب، وأنها مهما تآمرت وأضرت بأمن البلاد وإقتصادها، فلن يمسها مخلوق بأذي ولن يجرؤ أحد علي تقديمها للمحاكمة. والسؤال الان: هل هذه الحصانة ستظل مستمرة، حتي بعد ممارسة مجلس الشعب لسلطاته، أم أن المجلس لن يخضع لهذه التهديدات وسوف يتخذ الإجراء الذي يراه رادعاً لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار إذا ثبت أن زوجة مبارك هي رأس الأفعي الذي يدبر مخطط التخريب.. الأيام القادمة سوف تجيب عن هذا السؤال. أحلام محرمة!! الخميس: نور عبد المجيد الأديبة الرقيقة الحالمة، التي اذا امسكت بالقلم سطرت علي الورق كلمات تضئ بالحنان والحب، لقد اشتقت كثيرا لكتاباتها التي تمس القلب والوجدان، ولأنني انسان عاطفي يمتلئ قلبه بالحب لكل الناس، فكان لقائي معها علي الورق يتجاوب مع أحاسيسي، ويتسرب الي اعماق نفسي وفؤادي. وقد تلقيت من الأديبة القديرة نور روايتها الجديدة »أحلام ممنوعة« وهي تعبر عن طبيعة حياة الناس في قاع المجتمع، وتتعرض في روايتها لشريحة مختلفة من البشر تعيش في قرية صغيرة هي صفط اللبن، تحدثت عن احلام تراود افكارهم البسيطة، ورغم ان هذه الاحلام متواضعة ومشروعة، إلا أنها تكون أحياناً »أحلام محرمة« ان أصحابها كلنا نعرفهم فهم يعيشون معنا في الحياة شربوا كأسها كما يشرب كل منا كأس الحياة، فيهم الخير وفيهم الشر، يرتفع فيهم الخير احيانا فيكاد يقترب من المثل العليا، وينحط أحيانا أخري الي الشر، هكذا تجري الحياة بين ارتفاع وانخفاض وسمو وهبوط!!. ان رواية نور عبد المجيد تناقش كيف اصبح الحلم محرما وممنوعا حتي علي البسطاء والسذج وتتساءل: هل اصبحت الاحلام مقصورة علي الغانيات واللصوص! إنها مجموعة صور مختلفة متناثرة في الظاهر، ولكنها متناسقة متآلفه في الواقع لأنها من صميم الحياة، وما هو موجود في الحياة يبدو كأنه مختلف متناثر، وهو في حقيقة الأمر متناسق متآلف مع طبيعة الحياة. مبروك لنور روايتها رقم 5 بعد »الحرمان الكبير« و»نساء ولكن« و»رغم الفراق« و »أريد رجلا«.. هكذا أمتعتنا نور برواياتها، ونرجو ألا تتوقف عن امتاعنا بأسلوبها الشائق الجميل. هل الزواج خطأ! الجمعة: هو: لقد أخطأت في حق حبنا.. وتزوجت من رجل غيري. هي: وهل الزواج خطأ في حق الحب. هو: وماذا يكون الخطأ إذن؟ هي: أنت لم تكن جاداً في الزواج مني.. كان العمر يتقدم بي.. وكان لابد أن أتزوج. هو: كنت بالنسبة لي الحياة كلها.. هي: والان ماذا أكون بالنسبة لك. هو: تغيرت نظرتي لك؟ هي: الزواج ضرورة اجتماعية. هو: وقلبك.. والحب الذي كان يملؤه! هي: قلبي لا سلطان لأحد عليه. هو: قلبك الان لزوجك.. وليس لي. هي: بل مازال لك كما كان من قبل!! هو: أحاول أن أنساك. هي: وهل تستطيع؟ هو: كل شئ في الدنيا ممكن. هي: إذن أنت الخائن. هو: الخائن هو الذي يسلم نفسه لآخر. هي: ألا تكفيك عواطفي.. إنها معك.. ولك. هو: الحب عندي روح وجسد.. وأنت الان زوجة.. هي: بل الحب روح فقط. هو: كان هذا دائماً وجه الخلاف بيننا. هي: ولكني لا أحب زوجي!! هو: ولكنه زوجك! هي: هل تكرهني لأني تزوجت؟ هو: لا أعرف.. ولكني أشعر أحياناً بالرغبة في الانتقام منك! هي: لا تخدع نفسك.. أنت مازلت تحبني. هو: كلما نظرت في عينيك أتذكر أنك لست لي.. وأنك لرجل آخر.. هي: بل أنا لك!! هو: كيف تكونين لرجلين في وقت واحد!! هي: لقد طلبت الطلاق، وسوف أتزوجك أنت. هو: ولماذا أنت واثقة هكذا أنني سأقبل الزواج منك؟ هي (في خبث): ألم تقل أنك تريد الانتقام مني؟ فكرة للتأمل: يظل الرجل ناقصاً حتي يتزوج فإذا تزوج انتهي!