منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 تسيطر علي أمريكا حالة من القلق الذي تحول بمرور الوقت إلي رعب دائم خشية وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية علي أراضيها. بل تعمدت أجهزة الأمن الأمريكية أن تعلن كل فترة عن نجاحها في إفشال مخططات إرهابية أو القبض علي إرهابيين أغلبهم بالطبع من المسلمين كي تضمن الإدارة الأمريكية استمرار الدعم الشعبي لحربها الدائرة في أفغانستان. ولم يختلف الأمر كثيرا بعد قدوم أوباما للبيت الأبيض، فمازال الكشف عن قضايا الإرهاب هو المهمة الأساسية لأجهزة الأمن في الداخل الأمريكي.آخر هذه القضايا كانت قضية الإرهابية الأمريكية " جهاد چين" أو كولين لاروز التي وجهت إليها المحكمة قبل أيام تهم التآمر وتجنيد إرهابيين عبر الانترنت والتحريض علي القتل وشنها لحملة تدعو للجهاد في أوروپا وجنوب آسيا. وأشارت الإف. بي. آي. أن وقائع القضية تعود لعام 2008 عندما ظهرت رسائل علي الانترنت تحمل توقيع " جهاد چين" وكانت في البداية تحمل صورا للمجازر التي ترتكب في حق المسلمين في كل من فلسطين والعراق ثم عرضا لڤيديو قيل انه عملية فدائية ضد قوات الاحتلال في العراق. ورسائل تحمل شعارات " فلسطين نحن معك" و" انصروا غزة". وكتبت چين في ملف التعريف بشخصيتها أنها اعتنقت الإسلام مؤخرا وأنها ترغب في القيام بعمل ما لمساعدة المسلمين والجهاد تحت راية الإسلام. واتجهت أنظار أجهزة الأمن إلي الأمريكية كولين لاروز التي أصبح اسمها فاطمة لاروز بعد اعتناقها للإسلام. واتهموها بأنها هي "جهاد چين" التي جندت إرهابيين في جنوب آسيا وأوروپا الغربية والشرقية عبر الانترنت منهم نساء وذلك للقيام بعمليات إرهابية كان أولها قتل رسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس الذي رسم عام 2007 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي عليه الصلاة والسلام. واعتقلت فاطمة في فيلادلفيا في 15 أكتوبر الماضي أثناء عودتها من رحلة لأوروپا وتقول لائحة الاتهام أنها سافرت إلي أوروپا في أغسطس لمراقبة فيلكس. في حين جاء إعلان السلطات الايرلندية عن وقائع القضية بعد اعتقال فاطمة بفترة طويلة واعتقلت بدورها سبعة متهمين للاشتباه في تورطهم بمؤامرة قتل الرسام وهم ثلاثة جزائريين وليبي وفلسطيني وكرواتي وأمريكية. أفرجت عن ثلاثة منهم قبل أيام وبقي أربعة متهمين بينهم الأمريكية چيمي باولين راميرز (31 عاما). وقد تبارت الصحف الأمريكية في عرض المعلومات المستمدة من أجهزة الأمن حول فاطمة ومنها أنها من مواليد ولاية ميتشيچين عام 1963 وأنها لم تكمل دراستها الثانوية وتزوجت لمدة عشر سنوات ثم انفصلت عن زوجها، وبدأت حالتها النفسية تسوء عقب وفاة والدها وشقيقها حتي أنها حاولت الانتحار عام 2005 . في حين تحدث كل من يعرفها من جيرانها وأصدقائها وحتي زوجها السابق عن طيبتها وطبيعتها الهادئة ومساعدتها للغير دون تردد. وأنها لم تتحدث قط عن الدين سواء عندما كانت مسيحية أو بعد إسلامها. وتواجه فاطمة في حال إدانتها عقوبة السجن مدي الحياة وغرامة قدرها مليون دولار، وسواء كانت بريئة أم ضحية فقد خلقت قضيتها موجة جديدة من الرعب والخوف من فكرة تجنيد النساء الأمريكيات للقيام بعمليات إرهابية داخل أمريكا.