مباراة الأهلى والمصرى شهدت أحداثا مؤسفة وتسببت فى توقف مسابقة الدورى الدهشوري : أمن مصر أهم من أي نشاط أيمن يونس : نكشف الجناة أولا ثم نفكر في الدوري ماجد حلمي : أمامنا فرصة عظيمة لا يجب أن نفوتها وسط المشهد المأساوي الذي إهتزت له أرجاء العالم وتحركت معه كل مشاعر الانسانية من أدني الارض لأقصاها بسقوط 74 قتيلا بريئا باستاد بورسعيد يوم الاربعاء الماضي علي هامش مباراة المصري والاهلي بالدوري الممتاز لكرة القدم، كان هناك بعض الحمقي أو ربما معدومي الحس الانساني يسألون عن مستقبل مسابقة الدوري وما إذا كانت ستستكمل أم لا، بل كان هناك من هم أكثر سوءا وتبجحا ممن طالبوا بضرورة إستئناف الدوري تحت زعم أن هناك آلاف البيوت المصرية التي تسترزق من وراء هذا النشاط.. المسئولون والخبراء في مجال الكرة كانوا أكثر إحساسا بالمصيبة، ووعيا بحجم الكارثة، فأتفقوا جميعا علي قرار واحد ليس أكثر وهو لا لعودة الدوري تحت أي ظروف ..
لا للعودة وإذا كان هناك من رهن إمكانية العودة ببعض العوامل الاخري مثل الكشف عن الجناة وعودة الأمن وإصلاح الملاعب، فإن اللواء حرب الدهشوري رئيس إتحاد الكرة السابق قال أنه ليس مع العودة تحت أي ظروف مؤكدا أن الظروف العصيبة التي تمر بها مصر الآن لا تتحمل أبدا أن يقام بها أنشطة يراها البعض ترفيهية مثل كرة القدم .. وقال حرب أننا نحتاج أولا لأن يعود الامن والامان للشارع، ثم نبحث عن توفيره للملاعب، مشيرا إلي أنه من غير المنطقي أو العقلاني أن نضاعف من هموم الامن ونطالبه بتأمين الملاعب في وقت يبدو فيه الامن نفسه في حالة دفاع عن النفس مستمرة أمام مجموعات من الناس لا هم لها إلا أن تكسر أنفه .. ويقول حرب أن هذا الكلام لاعلاقة له برأيه الشخصي في الاحداث التي شهدها ستاد بورسعيد يوم الاربعاء الماضي، مؤكدا أن الأمن واحد من أكبر المتهمين في هذه الحادثة، لكن تأكيد التهمة وإثباتها عليه ليس فيه ضمانة علي حمايته للملاعب بالشكل المطلوب منه .. كشف الجناة يتفق الكابتن أيمن يونس عضو مجلس إدارة إتحاد الكرة السابق مع اللواء حرب في التأكيد علي جسامة الكارثة ومن ثم فهو يري أن المطالبة بعودة الدوري الآن أو ربما بعد عدة شهور قادمة هو درب من دروب الجنون، وقال كيف يمكن أن نفكر في أمر كهذا ومازال الشعب المصري في حالة حداد علي الارواح الطاهرة التي راحت ضحية هذا الحادث الغادر ؟!!، وهو يطالب مع من يطالبون بسرعة كشف الجناة وكشف كافة أبعاد الجريمة ثم الاسراع في محاسبة ومحاكمة كل من يثبت ضلوعه فيها، فهذا - والكلام ليونس - جزء من الضمان علي العودة الامنة للنشاط الكروي بملاعبنا .. ويونس إذا كان واحدا ممن يرون أن توقف النشاط الكروي فيه خراب بيوت لكثير من المصريين الذين يعمل عائلوهم في هذا النشاط إلا أنه يري أن من يطالب بعودة الدوري حتي وإن كان لهذا الغرض الشريف وهو الحفاظ علي مداخيل هذه البيوت المصرية فيه عدم تقدير للموقف ملاعب أدمية يوافق المهندس ماجد حلمي رئيس نادي وادي دجلة علي ما سبق قوله من تأكيد علي عدم إقامة الدوري تحت أي ظروف في ذلك التوقيت أو ربما الموسم القادم، وقال ماجد أن إستئناف الدوري بأي شكل من الاشكال فيه خطر علي أمن البلد والجميع يعلم أن أمن البلد هو الخط الاحمر الاخير الذي يجب أن نحافظ عليه ونقاتل من أجله بكل ما أوتينا من قوة .. لكن ورغم ذلك فإن ماجد حلمي يري أننا - يقصد المنظومة الكروية - أمام فرصة عظيمة لا يجب إهدارها أبدا وهي إعادة النظر في شكل وهندسة ملاعب الكرة المصرية لتحويلها إلي ملاعب لائقة صالحة للاستخدام الادمي، مشيرا إلي أن هناك مواصفات عالمية متعارف عليها في كل دول العالم ملاعبنا أبعد ما يكون عنها، يكفي الاشارة هنا - الكلام لماجد حلمي - أن من هذه المواصفات مثلا أن يكون عرض السلم الذي يصعد عليه الجمهور أثناء الدخول والخروج من الملاعب له أبعاد رسمية لا يجب أبدا تعديلها بالنقص أو حتي الزيادة، وهي مسافات تضمن دخول ماتئي متفرج في توقيت واحد دون حدوث أي تزاحم أو تدافع يمكن أن يؤدي إلي أذي أو إصابة أحد من الجماهير، كذلك الابواب المخصصة للدخول والخروج مصممة بطرق خاصة جدا يسهل فتحها في وقت الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي يمكن أن تقع أثناء المباريات.. ويضيف ماجد حلمي أن المواصفات المعمول بها في كل العالم لا تقف عند هذا الحد فحسب، بل تصل إلي المساحات الخاصة بغرف المؤتمرات الصحفية، وغرف خلع الملابس والحكام ودورات المياه وكلها تصمم بطرق تضمن سلامة الجماهير وكل من في الملعب،. ويقول ماجد حلمي أن المسئولين عن الملاعب المصرية أمامهم فرصة عظيمة خلال فترة التوقف الحالية للدوري، وهي أن يعيدوا النظر في حالة ومستوي هذه الملاعب ليعاد تصميمها طبقا للمواصفات المطابقة، وهو يري أن التفكير في هذا الامر والانشغال به أهم بكثير من عودة الدوري، بل أن العمل عليه يجب أن يكون الشغل الشاغل للجميع في الفترة القادمة حتي وإن إضطررنا للعب بدون جمهور في حال عودة المسابقة مرة أخري . التفكير في المستقبل الكابتن فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش يبدو هو المسئول الوحيد المختلف مع من سبقه في مسألة عدم عودة الدوري تحت أي ظروف، فهو يقول أنه مع من يطالبون بتوقف الدوري في الوقت الحالي، لكن هذا يجب أن يرهن بالكشف عن الجناة وهو أمر يظنه سيحدث سريعا، لأن الاطراف - والكلام لجعفر - تبدو محددة وواضحة أمام جهات التحقيق، ولذا فهو يري أن يتم تجاوز المرحلة عن هذا الحد ويبدأ التفكير فورا في المستقبل، مشيرا إلي أن الحوادث التي وقعت بإستاد بورسعيد بالرغم من فجيعتها إلا أن التوقف أمامها للبكاء والحزن فقط يجب ألا يشغلنا عن التفكير فيما هو مهم أيضا، يقصد أكل العيش. الكابتن أسامة خليل نجم الاسماعيلي والمنتخب القديم يري الامر من وجهة نظر مختلفة بعض الشئ، وهي أن الخطورة في إقامة المسابقات في الوقت الحالي واللاحق أيضا، فيه الكثير من المخاطر علي مستقبل البلد خاصة وأن فلول الحزب الوطني بدأوا يأخذون من نشاط الكرة كوسيلة لتحقيق أغراضهم ومخططاتهم التآمرية وهو ما توحي إليه النتائج الاولية لاحداث ستاد بورسعيد .. ويقول خليل أن إستخدام فلول الوطني لنشاط الكرة أمر كان محتملا ومتوقعا لا سيما وأن إتحاد الكرة نفسه الذي كان يدير اللعبة ورحل مع الكارثة كان يضم من هم علي علاقات متينة وقوية جدا مع كبار رموز النظام السابق، ومؤكد أنهم كانوا يدينون لهم بالولاء والانتماء وتورطهم في فضيحة ستاد بورسعيد قد يكون نتيجة منطقية في ظل رغبات مؤكدة موجودة لدي البعض لرد الجميل علي ما كان يقدمه لهم النظام السابق من دعم ومؤازرة مستمرة علي طول الخط .