سألت المسئولين يوماً عن السر وراء عودة الدوري.. فجاءت الإجابة تحمل اكثر من نقطة.. أولها أن توقف النشاط سيؤدي إلي خراب البيوت.. وثانياً أن العالم يجب أن يعرف أن مصر بلد آمن وان الشرطة تملك مقومات السيطرة الأمنية.. وثالثاً أن المنتخب في حاجة لهذا النشاط المحلي حيث كان لديه أمل بلوغ نهائيات بطولة الأمم ورابعاً ان الشعب المصري في حاجة لهذا النشاط الترفيهي ليخرج من حالة الاكتئاب التي تفجرت في أعقاب الثورة. هذه النقاط الأربعة لخصتها في نقطة واحدة.. وهي قتل الثورة..ودفنها سريعاً قبل أن تمتد وتنال كل رءوس الفساد في مصر وتطيح بمن فشلوا فشلاً ذريعاً وحولوا لاطلال.. وهذا الكلام ليس من باب الثورة والانفعال بل إنه كان منطقياً وتأكدت صحته حالياً. فخراب البيوت لنا يلحق بمن يعمل في الحقل الرياضي إذا توقف النشاط قليلاً.. إنهم قد يتأثرون ولكنهم بأي حال من الأحوال لن يصلوا للحال الذي وصل إليه الشعب من فقر وذل وإهانة سنوات وسنوات. ثانياً: العالم يعرف إننا نعيش ثورة.. والشرعية الثورية لها الحق في أن تعيد بناء البيت من جديد وبتوقف الدوري لن يقول العالم ان مصر ضعيفة أو واهية لان الثورة أكدت حقيقتنا وقوتنا.. كما أن الشرطة نفسها كانت في حاجة للهدوء.. والاستقرار حتي تعيد بناء نفسها وبناء علاقتها في صورة جديدة مع الشعب. ثالثاً: قلت ما هي الكارثة التي ستقع إذا غابت مصر عن أمم افريقيا 2012؟! لن تهتز مصر أو يهتز العالم.. ولن تكون الأولي أو الأخيرة. رابعاً: الشعب لم يكن في حاجة للترفيه في هذا الوقت.. الشعب كان يضع كرة القدم في آخر قائمة طلباته.. وكان يريد تنظيم حياته أولاً.. كيف يعمل وكيف يحصل علي راتب يكفيه وكيف يتنفس حرية حقيقية وكيف يري رؤوس الفساد تتساقط من حوله وتحاكم أمام عينيه.. والمظاهرات الفئوية أكبر دليل علي ذلك .. ولكن. عاد الدوري وعاد صراع النقطة وصراخ الجماهير وانفلاتها ودخلت الشرطة في اختبار حرج ليس هذا وقته وتحطمت الملاعب ودفعت الاندية غرامات مالية تعادل ما تحصل عليه وشهد الختام الاجانب علي فضائح من شأنها أن تهز صورتنا أمام العالم ولا اعتقد أن هناك من سيحضر إلي مصر لادارة مباراة إلا بعد تفكير عميق.. وخرج منتخبنا من بطولة الامم ولم يحدث أي شيء.. ولم يشعر الشعب بهذا الترفيه الذي نبحث عنه بل يشعر بمرارة وخوف من وقوع كارثة في احد اللقاءات الكبيرة. وهذا ليس بعيداً.. وهكذا تفندت كل أسباب عودة الدوري كما قلنا من قبل. أما المثير للدهشة أن يتمسك المسئولون باستكمال النشاط وبدون جماهير.. هو في ايه؟! من سيمنع الجماهير من الحضور.. وكيف هي كرة القدم من غير جماهير.. واين مبدأ تكافؤ الفرص في هذا التوقيت الحرج من المسابقة وصراع البطل.. أقولها بصراحة منكم لله.. الغوه وريحونا.