أكد الرئيس الأمريكي أوباما أن بلاده لا تستطيع العمل بمفردها في العالم، في خطوة تستهدف تأكيد ابتعاده عن سياسة الانفرادية التي سادت حقبة سلفه الرئيس جورج بوش. وبينما كان يضع الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة للأمن القومي طرح أوباما رؤيته بشأن الحفاظ علي أمن الولاياتالمتحدة التي تخوض حربين في العراق وأفغانستان، واضعا مبدأ "التعاون الدولي" في قلب السياسة الخارجية، وهو عكس ما اعتبره منتقدو "دبلوماسية رعاة البقر" لسلفه بوش. وقال أوباما أمام خريجين من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت "أعباء هذا القرن لا يمكن أن تقع علي جنودنا وحدهم كما لا يمكن أن تقع علي الأكتاف الأمريكية وحدها. خصومنا يحبون أن يروا أمريكا تضعف قوتها عن طريق تمديدها بشكل مفرط." ووصف مساعدو أوباما خطابه بأنه نظرة تمهيدية لإستراتيجيته للأمن القومي وهي وثيقة سياسية مطلوبة سنويا بحكم القانون من الرئيس الأمريكي ومن المقرر ان تنشر خلال ايام. وكان بوش قد وضع عام 2002 ما عرف علي نطاق واسع ب"مبدأ بوش" مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستشن حربا استباقية ضد دول وجماعات ارهابية تمثل تهديدا للولايات المتحدة. وما حدث بعد ذلك هو الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة علي العراق. وأشعلت إدارة أوباما التكهنات بأن الاستراتيجية الجديدة للرئيس ستتراجع عن هذا المبدأ المثير للجدل وتركز بدلا من ذلك علي الحاجة إلي منع الهجمات من خلال علاقات متعددة الأطراف ومخابرات قوية. وقال اوباما إن الولاياتالمتحدة يجب أن تقوي التحالفات القائمة حاليا وأن تبني شراكات جديدة وأن تعمل علي نشر حقوق الإنسان في العالم. وأكد ان بلاده "لم تنجح عندما قررت التصرف بمفردها". وبينما اتهم أوباما القاعدة بتشويه القيم الإسلامية، تفادي إستخدام مصطلحات مثل "الحرب علي الإرهاب" و"الفاشيين الإسلاميين" التي استخدمها بوش بشكل منتظم وهو الأمر الذي أدي إلي نفور العديد من المسلمين. وقال أوباما "المتطرفون يريدونها حربا بين امريكا والاسلام لكن المسلمين جزء من حياتنا الوطنية." وحول الحرب في أفغانستان، قال أوباما ان بلاده سوف تعترضها "أيام صعبة" حيث يواصل مقاتلو طالبان ضرباتهم بلا هوادة، مشيرا في الوقت نفسه الي ان "التهديدات التي تمثلها خلايا القاعدة في كل أنحاء العالم لن تزول قريبا". وقال الرئيس الأمريكي انه مع نهاية الحرب في العراق فإن السبيل أمام البلاد هو "الضغط في أفغانستان".