أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع العمل بمفردها فى العالم، وذلك فى خطاب، مساء أمس الأول، استهدف وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة للأمن القومى، تقوم على الابتعاد عن سياسة الانفرادية التى سادت حقبة سلفه الرئيس جورج بوش. وتابع أوباما تواصله مع العالم الإسلامى، فبينما اتهم تنظيم «القاعدة» بتشويه القيم الإسلامية تفادى استخدام مصطلحات مثل «الحرب على الإرهاب» و«الفاشيين الإسلاميين» التى استخدمها بوش بشكل منتظم. وقال أوباما أمام خريجين من الأكاديمية العسكرية الأمريكية فى وست بوينت، أمس الأول، إن «المتطرفين يريدونها حرباً بين أمريكا والإسلام لكن المسلمين جزء من حياتنا الوطنية». وندد أوباما بالأساليب الإرهابية ل«النفوس الصغيرة» فى تنظيم القاعدة. وقال أوباما إن «التهديد لن يزول سريعاً ولكن فلنكن واضحين: إن القاعدة وحلفاءها هم نفوس صغيرة فى الجانب السيئ من التاريخ». وأضاف: «إنهم لا يقودون أى بلد، ولا يقودون أى ديانة، علينا ألا نستسلم للخوف فى كل مرة يحاول إرهابى إخافتنا». وطرح أوباما رؤيته بشأن الحفاظ على أمن الولاياتالمتحدة بينما تخوض حربين فى العراق وأفغانستان، واضعاً التعاون الدولى فى مركز سياسته الخارجية على عكس ما اعتبره منتقدون «دبلوماسية رعاة البقر» لسلفه بوش. وقال أوباما إن «أعباء هذا القرن لا يمكن أن تقع على جنودنا وحدهم، كما لا يمكن أن تقع على الأكتاف الأمريكية وحدها». وأضاف: «خصومنا يحبون أن يروا أمريكا تضعف قوتها عن طريق تمددها بشكل مفرط». ووصف مساعدو أوباما خطابه بأنه نظرة تمهيدية لاستراتيجيته للأمن القومى، وهى وثيقة سياسية مطلوبة سنوياً بحكم القانون من الرئيس الأمريكى وذلك قبل أن تنشر الأسبوع المقبل. ووضع بوش عام 2002 ما يعرف على نطاق واسع بأنه «مبدأ بوش»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة ستشن حرباً استباقية ضد دول وجماعات إرهابية تمثل تهديداً للولايات المتحدة، وبعدها جاء غزو العراق. ويتوقع مراقبون أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس ستتراجع عن هذا المبدأ المثير للجدل، وتركز بدلا من ذلك على الحاجة إلى منع الهجمات من خلال علاقات متعددة الأطراف ومخابرات قوية. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة يجب أن تقوى التحالفات القائمة حالياً وأن تبنى شراكات جديدة وأن تعمل على نشر حقوق الإنسان فى العالم. وأضاف «نحن واعون لعيوب نظامنا الدولى لكن أمريكا لم تنجح عن طريق الخروج من التعاون الحالى». وأكد أوباما أن «النظام الدولى الذى نريده هو نظام يمكنه التعامل مع تحديات هذه المرحلة: التصدى للتمرد والتطرف العنيف، وقف انتشار الأسلحة النووية وضمان أمن المعدات النووية».