اللواء رفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد، وعم الرئيس الحالي بشار غادر سوريا مطروداً في عام 1985بعد أن ساءت العلاقات بين الشقيقين، وقيل إن رفعت حاول الانقلاب علي حافظ للإطاحة به وتولي الحكم مكانه(..). اختار رفعت الأسد العاصمة الفرنسية منفي رئيسيا له خلال العقود العديدة الماضية. ورغم التعتيم الإعلامي عليه إلاّ أنه عاد إلي الأضواء بعد أن أصدر صحفاً وبث قناة إخبارية ناطقة باللغة العربية ANN أتاحت له فرصة الدفاع عن نفسه ومهاجمة رموز نظام الحكم في دمشق. كما عقد اتصالات مع بعض كبار المعارضين السوريين المقيمين في أوروبا خوفاً من انتقام أجهزة الأمن السورية. مناسبة الإشارة اليوم إلي رفعت الأسد، مانشرته الكاتبة الصحفية الفرنسية آريان بونزو في بحثها عن الخيارات الافتراضية المتاحة أمام بشار الأسد للعثور علي مأوي له بعد إجباره المتوقع علي مغادرة سوريا. كشفت الكاتبة عن اتصال تليفوني تم في منتصف نوفمبر 2011أجراه رفعت الأسد، من باريس، مع ابن شقيقه بشار، في دمشق، طالباً منه »وقف حمام الدم في سوريا، وترك السلطة، ومغادرة سوريا«. فمن رأي رفعت الأسد أنه: »يجب علي المجتمع الدولي توفير ملجأ آمن لبشار وأسرته«. وأبدي رفعت استعداده للحضور إلي دمشق من أجل ترتيب الخروج الآمن لابن شقيقه، والسعي لدي الحكومة الفرنسية للموافقة علي اللجوء إليها والإقامة في باريس، كأفضل حل متاح للخروج من الأزمة. ولأن بشار الأسد مايزال رافضاً التنحي كما تنحي الرئيس المصري مبارك، ورافضاً أيضاً مغادرة سوريا كما فعل الرئيس التونسي بن علي، معلناً في آخر خطبه أن الخونة والعملاء وحدهم هم الذين يتمنون تخليه عن الحكم ومغادرة البلاد إلي المنفي (..). وإذا ألمح البعض إلي أن القذافي صمم علي البقاء في ليبيا حتي آخر ليبي، وكانت نهايته مأساوية، سارع بشار إلي القول: سوريا غير ليبيا، والأسد ليس القذافي(..) نفس المقولة التي سمعناها مراراً من العقيد معمر القذافي وتؤكد أن ليبيا ليست تونس وليست مصر. والقذافي ليس بن علي ولا مبارك! وتفترض الكاتبة الفرنسية إن فشل رفعت الأسد في توفير ملجأ لابن شقيقه في فرنسا، ففي استطاعته أي العم رفعت البحث عن منفي آخر وليكن السعودية حيث لديه صلات طيبة كما يدعي مع بعض كبار مسئوليها ويأمل مساعدتهم في تلبية طلبه. وهو ما شككت الكاتبة في حدوثه لأسباب عديدة منها، علي سبيل المثال: ان السعودية رافضة وساخطة علي ما يرتكبه النظام الحاكم البعثي ضد الشعب السوري من جرائم وفظائع. وتؤيد ما يجمع عليه الشعب من حلول وقرارات يرفضها النظام الحاكم المنتمي إلي الأقلية العلوية، ويستند إلي دعم الشيعة الموالية لإيران. بالإضافة إلي أن المجتمع السعودي أصبح متشدداً في هذا الأمر، خاصة بعد النقد الإعلامي العربي الذي وجه للسعودية عقب موافقتها علي لجوء الديكتاتور التونسي بن علي في أوائل العام الماضي إليها، ومن قبله: الدكتاتور الأوغندي عيدي أمين دادا الذي أقام سنوات في جدة ودفن بعدها تحت أرضها في عام 2003و الديكتاتور الباكستاني نواز شريف المطلوب محاكمته في إسلام آباد علي ما ارتكبه من جرائم ضد شعبه، وأخطرها ما يتردد عن تورطه في تخطيط والإشراف علي تنفيد جريمة اغتيال رئيسة الوزراء الراحلة بناظير بوتو عام 2007 بعد عودتها من المنفي في لندن إلي باكستان لتنافس مشرف في معركة الانتخابات الرئاسية. وبناظير هي ابنة الرئيس الباكستاني الأسبق: ذو الفقار علي بوتو، الذي أطاح به انقلاب عسكري بقيادة الجنرال ضياء الحق في السبعينيات من القرن الماضي الذي استولي بعده علي الحكم وساق بوتو إلي ساحة القضاء ويتم إعدامه عام 1979 .. وللحديث بقية.