بدأت في كاليفورنيا محاكمة سيرجنت فرانك ووتريتش (31عاما) المتهم في قضية قتل24 مدنيا عراقيا في قرية حديثة العراقية قبل 6 سنوات.. في ابشع جرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الامريكيون حتي الان علي قدر معرفتنا.. حتي ان البعض شبهها بمذبحة ماي لي التي قتل فيها المارينز 504 من القرويين الفيتناميين. كانت قافلة من عدة مركبات عسكرية تسير في دورية عندما انفجر لغم ارضي مزروع علي الطريق في احدي المركبات فأودي بحياة جندي امريكي واصيب اثنان اخران. استشاطا نسيرجنت فرانك الذي كان يقود القافلة غضبا وامر بقتل 5 عراقيين كانوا في سيارة اجرة بالقرب من الانفجار..ثم امر جنوده بالتوجه لاقرب منزل مصدرا لهم الاوامر بالقتل اولا ثم طرح الاسئلة فيما بعد. اقتحم السيرجنت و7 من جنوده 3 منازل والقوا بالقنابل اليدوية ووابل من الرصاص من بنادقهم بشكل عشوائي لمدة 45 دقيقة وكانت المحصلة مقتل 10 نساء واطفال تتراوح اعمارهم بين 3 و15 عاما وعدد من الرجال بينهم رجل عمره 76عاما كان يجلس علي كرسي متحرك ولم ينجو احد. تم التغطية علي الجريمة التي ارتكبت في نوفمبر 2005ولم يجر تحقيق فيها.. فقط تم الابلاغ عن قتل 15 عراقيا في الانفجار الذي اودي بحياة الجندي الامريكي..حتي فضحت مجلة تايم الامريكية بعدها بعدة اشهر في 2006 حقيقة ما حدث وكيف قتل 24مدنيا عراقيا انتقاما لموت الجندي الامريكي. وفضحت المجلة قيام السيرجنت ورجاله بتغطية الجريمة والاكاذيب التي رددوها امام قيادتهم والمؤامرات التي تمت حياكتها حتي لا تنكشف الجريمة مع طمس الادلة وازالة الصور التي تم التقاطها لمسرح الجريمة بأمر عسكري.القضية عانت من التأخير ويأمل العراقيون ان تظهرحقيقة ما حدث اثناء المحاكمة. وكانت مذبحة قرية »حديثة« احد اسباب طلب الحكومة العراقية ان تخضع القوات الامريكية للقوانين العراقية اذا بقيت بعد موعد الانسحاب وهو ما رفضه الامريكيون. منذ ارتكاب المذبحة حتي اليوم نجح المحامون في تأجيل المحاكمة لمدة 6 سنوات كاملة بل تم تبرئة احد المارينز المشاركين في الجريمة مقابل شهادته في المحكمة واسقاط التهمة عن ستة جنود اخرين. وبقي السيرجنت فرانك المتهم الوحيد وهو ما اغضب العراقيين وقد وجهت له تهمة قتل 9 مدنيين عراقيين. في المحكمة قال السيرجنت انه غير مذنب وانه اعتقد ان النيران التي تلت الانفجار جاءت من احد المنازل القريبة لذا امر جنوده بقتل من فيها معتقدا انهم مقاتلين عراقيون. السفاحون الامريكيون لم يجدوا في المنازل الثلاثة مقاتلون او اسلحة او متفجرات ولم يشكل اي من الضحايا اي خطر علي حياتهم. لقد دفع الغضب الاعمي والرغبة في الانتقام السيرجنت لارتكاب جريمته البشعة التي لوثت سمعة الجيش الامريكي واضاعت هيبة واحترام القيم والمثل الامريكية. الشيء الغريب ان صحفيا من جريدة نيويورك تايمز عثر في احدي الخرابات في العراق علي وثائق سرية عن مذبحة حديثه وهي من اسرار الحرب وتشمل تحقيقات عسكرية داخلية جرت بعد فضح مجلة التايم للمذبحة وكان من المفروض ان يتم التخلص منها قبل رحيل الجنود الامريكيين من العراق وهذا دليل علي مدي الفوضي التي سادت الجيش الامريكي قبل الرحيل الذي عجز عن حماية وثائقه السرية. اتمني ان تتم محاسبة السيرجنت السفاح والا يترفق الذين سيصدرون احكامهم به كالمعتاد لو كان الحكم عادلا ينتظر ان يكون 150 عاما في السجن.