الدكتور محمد البرادعي رجل وطني وشريف ويحب مصر كما يحبها كل المصريين. وأنا شخصيا احترمه واقدره كقيمة مصرية ودولية.. عظيمة ولكن أعترف انني توجست معه في البداية عندما جاء لمصر بعد سنوات غياب طويلة ليقذف طوبة في بحيرة المياه الراكدة للديمقراطية في مصر. وتوجست منه لموقفه من غزو العراق واحتلاله تحت دعاوي امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل وعدم تعرضه كمدير لوكالة الطاقة الذرية للملف النووي الاسرائيلي وتوجست منه ايضا عندما عاد لمصر ليقود ثورة شعبية ضد النظام الحاكم وتصورت وقد يكون تصوري خاطئا انه جاء يحمل اجندة امريكية لتنفيذها في مصر وبالتالي تنفيذها في بقية العالم العربي باعتبار القاهرة زعيمة العالم العربي وقوة محورية اقليمية في منطقة الشرق الاوسط.. ولكن لم اعترض علي شخصه ولم أكتب كلمه واحدة ضد شخصه حتي كتابة هذه السطور فقد اختلف معه ولكني احترمه واقدر اراءه وافكاره باعتباره مواطنا مصريا وحينما أعلن عن تشكيل الجبهة الوطنية للتغيير ثم عزمه ترشيح نفسه في سباق الرئاسة سواء في عهد مبارك او في عهد الثورة والمجلس العسكري قلت لنفسي فلننتظر حتي تتضح رؤيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنا في بناء مصر الجديدة. لكني منذ ايام فوجئت بإعلانه الاعتذار علي المضي في سباق الرئاسة لانه تحمل الكثير من الاساءة والتدني الخلقي قبل الثورة وبعدها- وهذا ما لا نقبله لشخصه الوطني- وأعلن ان ضميره لا يسمح بالترشح الا في اطار ديمقراطي حقيقي وان نظام مبارك لم يسقط وهاجم المجلس العسكري واعتقد ان للبرادعي الحق في الاعتذار عن عدم الترشح للرئاسة ولكن في رأيي ورأي اغلبية المصريين خاصة بعد الفوز الكاسح للاسلاميين في انتخابات برلمان الثورة ان الدكتور البرادعي رأي بعد هذا الفوز الكاسح فرصة ضئيلة في الفوز بهذا المنصب رفيع المستوي وان اغلبية الاسلاميين خاصة الاخوان رفضوا ترشيح الدكتور البرادعي لرئاسة حكومة الانقاذ بعد استقالة حكومة د. عصام شرف. وجاء د. الجنزوري ليقود حكومة انقاذ الثورة في هذه المرحلة الصعبة بتوافق في الرؤي بين المجلس العسكري واغلبية برلمان الثورة من الاسلاميين فاختار البرادعي الاعتذار عن المضي قدما في سباق الرئاسة حتي لا يسقط سقوطا ذريعا ومدويا لا يتناسب مع رجل بحجم د. البرادعي. كما ان البرادعي احاط نفسه ببعض الشباب ومنظمات المجتمع المدني وبعض اعضاء حركة 6 أبريل المتهمين بتلقي تمويل اجنبي من الخارج لاحداث الفوضي بالمخالفة للقانون المصري. وأحاط نفسه ببعض الشباب الذين تحولوا من ثوار الي بلطجية ومجرمين في حق الوطن والمجتمع يقومون بحرق مصر ومؤسساتها بقنابل المولوتوف لاسقاط الدولة والهجوم علي المجلس العسكري والاشتباك مع الشرطة العسكرية المكلفة بحماية مؤسسات الدولة لجر شكل المجلس العسكري في مواجهة مع الشعب واستمرار التظاهرات لتعطيل الانتاج ووقف عجلة التنمية واعادة الشارع للانضباط من الانفلات الامني وقطع ارزاق الناس اليومية وتهديد الاسر المصرية في الحق في الحياة. بعض شباب البرادعية الذين يظهرون في الفضائيات ويكتبون في الصحف المستقلة.. ماذا يريدون من مهاجمة المجلس العسكري؟! والمطالبة بتطهير القضاء الشامخ وتطهير المؤسسات الصحفية القومية والاعلام ويشككون في أنزه انتخابات برلمانية لبرلمان الثورة كل هذا الهجوم الممنهج هدفه اسقاط الدولة ومؤسساتها بعد نجاح اسقاط نظام مبارك!. كنت اتمني ان يستمر البرادعي.. في سباق الرئاسة حتي لا يتهم بانه يحاول اشعال ثورة من جديد في عيد ثورة 52 يناير القومي الاول.. لك الله يا مصر.