لا تتعجب إذا استيقظت ذات صباح علي أنباء نشوب حرب بالمنطقة ، فكل الطرق تقود إليها ، وكل الملفات تنذر بنشوبها ، الاحداث تتلاحق ، والاحتقان يبحث عن الشرارة . يقولون إن إيران تتقن اللعب علي حافة الحرب لكنها أيضا تتقن تفاديها في اللحظة الأخيرة.ولكن إذا نظرنا إلي التصعيد الأخير في الملف الايراني ندرك أن المنطقة أقرب إلي الحرب من اللاحرب ، فالعقوبات النفطية التي فرضها الغرب علي طهران ضيقت الخناق علي اقتصادها ، و تسببت في تدهور عملتها ، وفي سبيلها لتجويع شعبها . الملالي الايرانيون لن ينتظروا أن يموت الشعب جوعا ، بل سيسعون للانتقام عبر اغلاق مضيق هرمز،علي الرغم من التهديدات الغربية باعادة فتحه بالقوة. أيضا اغتيال إسرائيل لرابع عالم نووي إيراني خلال سنتين وضع السلطات الإيرانية في حرج بالغ أمام شعبها ، وبات من الضروري أن ترد طهران علي هذه الاغتيالات . شرارة الحرب ربما تنطلق من بؤرة توتر أخري..إنها سوريا التي ربما يحاول نظامها الهروب من الأوضاع الداخلية عبر اشعال حرب مع إسرائيل ، يدرك أن ثمنها باهظ ، ولكنها قد تنقذه من الورطة الداخلية ، الأسد علي يقين من أنه سيحصل خلال هذه الحرب علي دعم روسيا التي تملك قاعدة عسكرية في طرطوس ، وحليفته إيران التي يعني سقوطه بالنسبة لها تفكك محور الممانعة وتقليص دورها بالمنطقة ، كذلك "حزب الله " الذي سيحرم من السلاح . اشعال شاب للنار في نفسه اشعل ثورات الربيع العربي ، و اغتيال دوق نمساوي تسبب في الحرب العالمية الأولي ..في انتظار شرارة الحرب القادمة!