حسنا فعل شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية بأن قاما بزيارة بابا الأقباط لتهنئته بعيد ميلاد السيد المسيح. التهنئة واجبة.. من اخوة إلي اخوة في وطن واحد. ولكن ليس هذا هو الموضوع.. لأن الموضوع هو أن الزيارة جاءت ردا علي أفكار ظلامية مستوردة فاسدة وصلت إلي حد الفتاوي بأن تهنئة جاري وزميلي وصديقي المسيحي بعيده حرام.. ياه.. لدرجة التحريم.. يعني المسلم الذي يهنئ مسيحيا مخالف لشرع الله ورسوله.. في أي كتاب جاءت هذه الفتوي.. وفي أي حديث.. وفي أي موقف. ومن الذي اعتبر المسيحيين أهل الذمة وأهل دين سماوي كفارا لا يجوز تهنئتهم.. أعوذ بالله. ماذا يقول هؤلاء عن الرسول صلي الله عليه وسلم نفسه الذي تزوج من قبطية أي مصرية مسيحية.. وأنجب منها.. وأكل من يدها.. ألم يقل لها في يوم من الأيام كل سنة وأنت طيبة.. ألم يقل لها أو لغيرها من النصاري في المدينة وكانوا كثيرين أي كلمة حلوة.. بدلا من الطوب والدبش الذي يخرج من فم هؤلاء الذين يتصورون أنهم يفتون.. وهم في الحقيقة يفتئتون علينا. لا والله.. من هنا.. سأرسل تهنئة لكل مسيحي في مصر والعالم.. بعيد الميلاد.. ميلاد المسيح الذي اصطفاه الله مع أنبيائه ليحمل كلمته إلي الأرض.. وليبشر بنبي الرحمة وخاتم المرسلين. لن أتوقف عند حد التهنئة.. بل وأؤكد لكل مسيحي في مصر بأن مصر كانت وستظل بلد التوحيد والإيمان بالله.. وهي التي وقرت ابراهيم وأكبرت يوسف وأنجبت موسي وحمت عيسي وناصرت محمدا صلي الله عليه وسلم. مصر هي أرض التسامح.. حتي لو هاجمتها موجة تعصب أو لحظة ظلام.. تاريخها الطويل العريق الممتد.. يقول دائما انها أرض الحب والتسامح ولا يمكن أن تكون أرض الغل والحقد.. أو أرض الفرقة والانقسام.. أو أرض التعصب والكراهية. كل عام وكل مصري بخير.. ومصر بخير.. لأنه لا خير لنا أو فينا إلا إذا كانت مصر نفسها بخير.. مصر التي ولدنا فيها إخوة وأحباء.. والتي سنموت فيها أنصارا وأشقاء.