قتل ستة أشخاص بينهم شرطيان وأصيب 40 أخرون علي الأقل في هجوم إنتحاري استهدف مقر وزارة الداخلية العراقية في بغداد صباح امس هو الأحدث منذ ظهور أزمة بين رئيس الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وزعماء من السنة قبل أسبوع. وقال مصدر أمني ان "إنتحاريا يقود سيارة مفخخة إجتاز إحدي بوابات المقر بعد ان فتحها الحراس لدخول عمال كهرباء". جاء ذلك وسط موجة هجمات بدأت الخميس الماضي بمقتل نحو 70 وإصابة العشرات في مناطق تسكنها أغلبية شيعية في بغداد، وكانت الهجمات هي الأولي من نوعها منذ ظهور أزمة سياسية حادة بعد اصدار مذكرة إعتقال بحق "طارق الهاشمي" النائب السني للرئيس قبل أسبوع بتهمة "الإشراف علي فرق موت". وجاء أمر إعتقال الهاشمي بالتزامن مع طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من البرلمان سحب الثقة من نائبه السني صالح المطلك، مما أثار مخاوف من تجدد عنف طائفي كالذي دفع بالبلاد الي حافة الحرب الاهلية قبل سنوات. وكان الهاشمي قد أكد في وقت سابق انه "لن يسلم نفسه لبغداد وأن خيار مغادرة البلاد مرهون بأمنه الشخصي". وفي حين بدأ مسئولون ودبلوماسيون أمريكيون وساسة عراقيون مساعيهم لإنهاء النزاع أجري نائب الرئيس الامريكي "جو بايدن" إتصالا هاتفيا بالمالكي ورئيس كردستان "مسعود البرزاني" حيث يتواجد الهاشمي، داعيا إياهما لإجراء حوار مع الزعماء للتوصل لحل للأزمة. جاء هذا قبل يوم من إجتماع مرتقب لمجلس الوزراء سيوضح ما اذا كان وزراء كتلة العراقية الموالية للمطلك - سيحضرون أو يقاطعون. وعلق نواب كتلة العراقية بالفعل مشاركتهم مؤقتا في البرلمان وإن كان جميع النواب في عطلة برلمانية حاليا. في الوقت نفسه قررت جماعة شيعية مسلحة تدعي "عصائب أهل الحق" التي تتهمها واشنطن بتلقي دعم من طهران بالإنخراط في العملية السياسية. وبرز إسم الجماعة عام 2007 عندما خطفت خبير معلومات بريطاني وحراسه الأربعة . من جانب أخر وقع الممثل العام للسكرتير العام للأمم المتحدة "مارتن كوبلر" مع الحكومة العراقية مذكرة تفاهم تنص علي "الإنتقال الطوعي" لسكان معسكر اشرف الذي يضم عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة وتعتبره واشنطنوطهران "منظمة إرهابية". ووفقا لبيان فإن المذكرة تنظم لعملية نقل السلطات سكان المعسكر وعددهم نحو 3400 شخص الي موقع انتقالي مؤقت قبل أن تبدأ إجراءات إعادة توطينهم خارج العراق. وقررت بغداد في وقت سابق إغلاق المعسكر الذي يسيطر عليه منذ نحو ثلاثين سنة المعارضون الايرانيون في محافظة ديالي شمال شرق بغداد، وذلك قبل نهاية 2011.