رفضت الأقلية السنية في العراق يوم الأربعاء دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي جميع الأحزاب إلى محادثات مُتجاهلة الضغوط الأمريكية من أجل الحوار لحل أزمة طائفية اندلعت مع رحيل القوات الأمريكية هذا الأسبوع. ومع تزايد المخاوف من احتمال سقوط العراق البالغ عدد سكانه 30 مليونا في الفوضى بعد انسحاب القوات الأمريكية التي أطاحت بصدام حسين عام 2003 حذر المالكي السُنة من انهم يواجهون الاستبعاد من السلطة إذا خرجوا من ائتلافه الحاكم.
ورفضت كتلة العراقية وهي الحزب الرئيسي الذي يدعمه السنة دعوة المالكي الى حوار تشارك فيه كل الاحزاب خلال الأيام القادمة وتعهدت بمحاولة نزع الثقة في البرلمان عن رئيس الوزراء وهي خطوة من المستبعد أن تفلح.
وغضبت كتلة العراقية بسبب اتهامات تتعلق بالارهاب وجهتها السلطات التي يقودها الشيعة الى النائب السني للرئيس طارق الهاشمي في اليوم الذي غادرت فيه القوات الامريكية.
ودعا نائب الرئيس الامريكي جو بايدن المالكي ورئيس البرلمان السني يوم الثلاثاء إلى السعي من أجل إجراء محادثات عاجلة بين زعماء العراق. لكن لم تظهر يوم الاربعاء مؤشرات تُذكر على تراجع حدة التوتر.
وقال المالكي الذي دعا الاكراد الى تسليم الهاشمي الذي لجأ اليهم في منطقة كردستان شبه المستقلة في شمال العراق إنه يريد من كتلة العراقية ان تنهي مقاطعتها للبرلمان ولحكومة تقاسم السلطة التي شكلت منذ عام.
لكنه حذر من أنها اذا أصرت فهي حرة في ذلك ويمكنها الانسحاب بشكل دائم من الدولة ومن كل مؤسساتها.
وقالت كتلة العراقية في بيان "العراقية ترفض الدعوة التي أطلقها نوري المالكي للحوار كونه يمثل السبب الرئيسي في الازمة والمشكلة وليس عنصرا ايجابيا في الحل."
ويواجه الهاشمي تهمة قيادة فرق اعدام تستند الى اعترافات تلفزيونية لرجال يزعمون أنهم من حراسه الشخصيين. كما يواجه صالح المطلك نائب رئيس الوزراء انتقادات من المالكي الذي طلب من البرلمان عزله من منصبه.
ونفى الهاشمي الاتهامات ويقول انها ملفقة وهو نفي يتمتع بمصداقية في واشنطن حيث قال مسؤول امريكي انه يعتقد أن الاتهامات ضد الهاشمي لا اساس لها.
وأعرب البيت الابيض يوم الثلاثاء عن قلقه بشأن مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الهاشمي. وفي دعواته لبغداد أكد بايدن "الحاجة الماسة الي ان يلتقي رئيس الوزراء وزعماء الكتل الرئيسية الاخرى وان يعملوا معا لتسوية خلافاتهم".
ويقول زعماء شيعة ان هذه القضية متعلقة بتطبيق القانون على أفراد ولا تستهدف فئة معينة لكن الاقلية السنية تخشى أن يكون المالكي عازم على احكام قبضته على الحكومة وتهميش السُنة.
وفي نظام لاقتسام السلطة تم وضعه في ظل الاحتلال الامريكي يتولى منصب رئيس الوزراء شيعي له نائبان أحدهما سُني والآخر كُردي بينما يتولى كردي منصب رئيس الدولة وله نائبان أحدهما شيعي والاخر سُني ويتولى منصب رئيس البرلمان سُني له نائبان احدهما شيعي والاخر كردي.
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وهو كردي ان ما يحدث في العراق من نزاعات داخلية يجعل البلد عرضة لمزيد من التدخل الخارجي في شؤونه.
واضاف أن استمرار تفتت الجبهة الداخلية سيشجع من يريدون التدخل في شؤون البلاد ولذلك من المهم للغاية التصدي لهذه الازمة بأسرع ما يمكن