حتي لا يفهمني أحد بالغلط ، أنا لست عضوا في حملة أحمد شفيق لتنظيم حملته الانتخابية لكرسي الرئاسة، بل أنا شاهد عيان علي الضغوط الشعبية والشبابية التي يتعرض لها هذا الرجل وهم يطالبونه بالترشيح لرئاسة الجمهورية .. ولذلك تراني أشفق عليه من الفوضي والغوغائيات وخفافيش الظلام الذين يناصبونه العداء بحجة أنه كان من رجال مبارك مع أن الرجل إنتماؤه لتراب مصر وليس لنظامها أو حكامها .. وكونه أنه ينضم إلي مجموعة الوطنيين المرشحين لانتخابات الرئاسة فهو لا يقل عنهم وطنية بل تاريخه وبصماته علي صدر مصر تؤهله للترشيح.. لأن مصر في حاجة إلي رئيس لا غبار عليه ، يكون له تاريخ وعطاء وطني .. فليس بالضرورة أن يكون الرئيس من السياسيين أو واحدا من رؤساء الأحزاب.. لكن بالضرورة أن يكون من المخلصين لهذا البلد وله إنجازات ملموسة في الشارع المصري .. نريد رئيسا لا يبيع لنا الهواء في زجاجات ولا الأحلام في "قراطيس". - ليس بالضرورة أيضا أن يحصل الرئيس المنتخب علي مائة في المائة من الأصوات ، لأن الانتخابات النزيهة هي التي تختلف نسب التصويت فيها وأعتقد أن ما رأيناه في إنتخابات مجلس الشعب في المرحلتين الأولي والثانية هو بداية ميلاد للديمقراطية ، فالانتخابات رغم السلبيات التي شابتها كانت تعبيرا صادقا عن نبض الشارع المصري وصورة حقيقية للشفافية، وكون أن الإخوان المسلمين يتصدرون النتائج فهذا طبيعي جدا لسياسيين لهم تاريخ.. تعرضوا للبطش والتعذيب في ظل كل الأنظمة ، ومع ذلك صمدوا ولم يمدوا أصابعهم للتخريب في البلد وقبلوا أن يعيشوا تحت شعار "المحظورة" إلي أن انفتحت لهم طاقة نور بثورة 25 يناير فالتف حولهم الشعب .. وكون أن الأصوات التي حصلوا عليها هي نتاج الكبت والقهر فهي تعبير حقيقيي عن الإعتذار لهم حيث كان الشعب يعيش مغيبا في ظل ديكتاتور جعل من إسم الإخوان " فزّاعة " النظام .. وشطارة الاخوان أن يحبّبوا الشارع المصري فيهم بالترغيب وليس بالتنفير ليكسروا نظرية النظام السابق. - السؤال.. هل الإخوان سوف يساندون الكفاءة حتي وإن لم تكن له علاقة حزبية.. أعتقد بعد أن رأيناهم وهم يساندون عصام شرف.. ويساندون الدكتور الجنزوري .. وفضيلة شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وهؤلاء الثلاثة عملوا في نظام مبارك ولان الاخوان مؤمنون بمساندة كل من كان مخلصا لهذا البلد ومؤيدا لثورته.. ولذلك فهم يعرفون أن أحمد شفيق تعرض لحملة ضارية أبعدته عن إستكمال مشواره كأول رئيس لحكومة الثورة.. فالإخوان نفسهم شربوا من هذا الكأس يوم أن تآمر عليهم الحزب الحاكم واستبعدهم من انتخابات البرلمان الذي أسقطته الثورة .. فقد تعرضت حياتهم مع الأنظمة السابقة لمؤامرات كثيره من أمن الدولة .. ومن رأس النظام . - علي أي حال ضميري دفعني أن أكشف عن شخصية أحمد شفيق ربما لا يعرف الكثيرون كيف بدأ حياته وزيرا في عهد النظام السابق ، وكيف كان مستبدا .. يعتز بقراراته الوطنية ولذلك لم يكن راضيا عن سياسة النظام.. أذكر لهذا الرجل أنه في الأسبوع الأول له بعد تعيينه وزيرا للطيران ، ألغي إحتكار السموات المفتوحة والتي كانت مقصورة علي خطوط مصر للطيران..فكانت الشركة قد حصلت علي إمتياز باحتكار الطيران دون أن تنافسها الخطوط الأجنبيه أو شركات الطيران المصرية الخاصة .. وكان من رأيه أن الكفاءة والخدمة المتميزة هي معيار البقاء في العمل ،ولذلك ألغي حق مصر للطيران في هذا الامتياز ليرقي بالخدمة فيها .. اصطدم أحمد شفيق برئيس الحكومة في تنفيذ مشروعات تجديد وتطوير المطارات ولأنه رجل عسكري فقد حسم القضية وأجبر الحكومة علي استكمال المشوار معه بعد أن أصبح التجديد والتطوير واقعا ملموسا فأصبح لدينا واحد من عشرة مطارات في العالم بخلاف برج المراقبة الذي يعد الآن حكاية في الطيران العالمي من حيث الارتفاع وتنوع الأجهزة الملاحية.. أحمد شفيق هو الذي عزل رئيس مصر للطيران الذي كان يعمل طيارا خاصا للرئيس السابق، وتوقعت كل القوي السياسية عودة هذا الرجل لما له من معّزة عند مبارك لكن شفيق أعلنها "علي جثتي" ..وقد كان علي استعداد أن يضحي بكرسيه من أجل كرامته، وسبب عزله لرئيس مصر للطيران أنه طلب منه أكثر من مرة تدعيم الأجنحة القيادية بالشباب وقد أعلنها صريحه أنه سيهبط بالبراشوت لتسكين أكبر عدد من الشباب في المواقع القيادية.. وعندما تقاعس رئيس الشركة.. قام بعزله وتعيين ثلاثة من الطيارين الشبان.. أحدهم الآن رئيس للشركة القابضة الشركة الأم .. والثاني رئيس لشركة الخطوط.. والثالث رئيس لشركة الشحن والبضائع.. وأعمارهم لا تتعدي الخمسين.. احمد شفيق.. استلم مصر للطيران وفيها 24 ألف موظف وموظفة وعدد الطائرات 39 طائرة ..مع أن مثل هذا العدد في الخارج لا يحتاج إلاّ ثلاثة آلاف موظف..ومع ذلك رفض الاستغناء عن 21 ألف موظف وأعاد تأهيلهم وأنشأ شركات تابعة لمصر للطيران وأستفاد من العمالة الزائدة بدلا من أن يكونوا عبئا علي الشركة.. وقام بتحديث الأسطول بمختلف الطرازات الحديثة فدخلت الطائرات العملاقة ، ونجح في أن يضع مصر للطيران علي خريطة العالم وأصبح لديها أكثر من 200 طائرة .. - وحكايات أخري .. وأخري عن أحمد شفيق تؤهله أن يصبح رئيسا للجمهورية.. لكن يبقي سؤال.. هل تسانده أصوات العقلاء ..