يخطيء من يعترض علي وجود أحمد شفيق رئيسا للحكومة.. فالرجل هو أحد أبناء المدرسة العسكرية التي تنتمي لتراب مصر ولا تنتمي لحزب من الأحزاب.. أما كونه انه كان وزيرا للطيران في حكومة الحزب الوطني فوضعه في هذه الحكومة لا يفرض عليه انتماءه للحزب.. وإلا كان المشير حسين طنطاوي القائد الأعلي للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الآن عضوا في هذا الحزب عندما كان وزيرا للدفاع في حكومته.. فالرجل لم يكن عضوا في الحزب أو في أي لجنة من اللجان لأن المدرسة العسكرية لا تسمح لأبنائها بالانضمام إلي الأحزاب السياسية وولاء أبنائها للوطن وليس للنظام.. وخير شاهد علي ما أقول هو انحياز القوات المسلحة بقادتها وأفرادها للشعب منذ اليوم الأول لثورته علي النظام.. لذلك أقول حكموا صوت العقل.. وليس كل من كان يعمل مع النظام السابق ولاؤه كان للنظام.. فهناك فرق بين من كان يؤيد النظام ومن كان يعمل معه.. فالإخوان أنفسهم رغم ان النظام كان يطلق عليهم لقب الجماعة »المحظورة« وكان يطارد كل من كانت له علاقة بهم.. كان الإخوان يتعاملون مع النظام من خلال حياتهم المعيشية، وإذا سألت أحدا منهم تجده يمقت النظام ويكره سيرته.. كنت أتمني أن ينادي الشباب باستبعاد من كافأه النظام علي خدماته للنظام.. فما من مواطن علي أرض مصر ينسي الدور الذي قام به المستشار ممدوح مرعي وزير العدل. قد كان وزيرا في حكومة النظام.. ولا أعرف لماذا أبقوا عليه في حكومة تسيير الأعمال بعد سقوط النظام.. مع انه كان يمثل أحد أركانه.. ولا يخفي علي أحد كيف تم اختياره وزيرا خلفا للمستشار محمود أبوالليل الذي تعاطف مع القضاة في ثورتهم ضد النظام ولأن أبوالليل زار المستشار البسطويسي في المستشفي علي أثر إصابته بأزمة قلبية أيام معركته مع النظام وطبع علي رأسه قبلة هاجمته الصحف الحكومية وقتها علي هذا التصرف واستنكرت كيف يضع وزيرا في حكومة نظيف قبلة علي رأس أحد المعارضين للنظام.. ولم تمر أيام إلا وتم قلشه من الحكومة.. خلعوه وأتوا بالمستشار ممدوح مرعي وقد كان وقتها في المعاش.. لقد كافأه النظام علي أدائه في الإشراف علي الانتخابات الرئاسية التي فاز بها حسني مبارك في عام 5002 وهي أول انتخابات رئاسية.. وظل من يومها في معاداة لزملاء له كثيرين من القضاة وبالذات المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق وعدد من رؤساء محكمة النقض.. ومن يعود بالذاكرة يتذكر أقوال المستشار الخضيري وهو واحد من شيوخ القضاة المحترمين يوم ان وصف المستشار مرعي بأنه ينفذ كل ما يؤمر به من الحكومة »وكان يقصد حكومة نظيف« صوابا كان أو خطأ وهو يشعر بالسعادة البالغة في تنفيذ هذه الأوامر.. علي عكس سلفه محمود أبوالليل الذي كان ينفذ أوامر الحكومة علي مضض وكان يقول أنا تعيس مجبر.. كيف راحت من ذاكرتنا واقعة القاضي الشاب محمد الشحات القاضي بمحكمة طنطا الذي رفض مرعي علاجه علي نفقة الدولة ومات هذا الشاب بسبب تردي حالته متأثرا بتليف كبدي كامل.. والشاب المستشار المنزلاوي الذي امتنع مرعي عن علاجه علي نفقة الدولة في ألمانيا ويومها صب قضاة مصر غضبهم عليه لولا ان الرئيس السابق هو الذي استجاب لمطلبهم بعلاج زميلهم.. السؤال الآن.. إذا كنا نريد تغيير الوجوه ونأتي بوجوه ليس لها ولاء للنظام السابق فلماذا نبقي علي وزير العدل.. أنا شخصيا أحمل له كل الاحترام والتقدير ولكني أطالب بعزله.. المهم أن يبقي شفيق الرجل الذي يحمل مصر في عيونه ولم يفرق بين صحفي حكومي أو صحفي معارض بل رأيناه يحني رأسه لكل الأقلام ،