عرفت الشيخ حافظ عن قرب، خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، عرفته شخصيا ومن خلال أبناء السويس، خاصة الفدائيين من السوايسة أمثال أحمد العطيفي ومحمد قناوي ومحمود عواد وإبراهيم سليمان، رحم الله الشهداء وأطال في عمر الأحياء، الشيخ حافظ شخصية اسطورية واقعية، فهو يعيش بيننا ويسعي نشيطا مفعما بالحيوية رغم تجاوزه التسعين، حتي انه سافر ثلاث مرات بطريق البر إلي ليبيا لمناصرة الثوار في ليبيا خلال مرحلة المعارك. إنه أحد الذين يحملون روح مصر وخصوصيتها النادرة، وله الفضل في الصمود الأسطوري لأبناء المدينة خلال الحصار الذي امتد مائة وأربعة وثلاثين يوما. وقد عاني الشيخ حافظ من محاولتي السادات ومبارك تهميشه بعد الحرب، إما بغيرة من دوره وشعبيته، وإما لموقفه المعارض لهما. الأول لدكتاتوريته والثاني لفساده. للشيخ حافظ مصداقية عالية عند أهله وشعبه، ولذلك يجب أن نصغي إلي كلماته التي ألقاها من فوق منبر مسجد النور في العباسية يوم الجمعة الماضي أثناء خطبة الجمعة. قال الشيخ الجليل: إن إهانة الجيش المصري خط أحمر ولابد من احترامه وعدم إهانته. مشيرا إلي أن الشعب المصري لن يفقد ثقته في الجيش والقوات المسلحة التي وقفت بجانبه في ثورته ولم تطلق رصاصة واحدة علي صدر أي مصري. وأكد ان الاعتراض علي سياسات المجلس العسكري لا تكون بتدمير المؤسسات وإشعال الحرائق. واستنكر إلقاء بعض الشباب الحجارة علي الجيش وقال إن الجندي المصري الذي يحرس الوطن أصبح يشعر بالمهانة في وطنه من جراء هذه التصرفات. الخطاب درس في الوطنية من أحد حكماء مصر وقادتها الذين جاءوا من عمقها الحقيقي، شعور الجيش بالمهانة والذي أشار إليه الشيخ حافظ أخطر ما ينتج عن المظاهرات الأخيرة التي تخللها العنف. وأخطر شيء يمكن أن يبقي في الذاكرة الوطنية هذا الإحساس بالمهانة عند الضباط والجنود، كيف يمكن إزالة اثاره وتلافي مضاعفاته، هذا ما يجب أن تفكر فيه كل القوي الوطنية.