بعد الذي قاله في المؤتمر الصحفي بالأمس،..، لن أفاجأ علي الإطلاق، إذا ما رأيت خلال الأيام القليلة القادمة، الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، وقد قرر الخروج من مكتبه، ومغادرة مقر الحكومة، وبدأ في لقاء المواطنين في الشوارع والميادين، ومواقع العمل والإنتاج، وأيضا في البيوت والمساكن، كي يخبرهم بأن الحالة الاقتصادية لمصر تحتاج من كل مواطن العمل، والمزيد من العمل، والإنتاج، حتي نستطيع وقف التدهور الاقتصادي الشديد، الذي نحن فيه الآن، وإنقاذ وطننا، من شبح الهلاك والإفلاس، إذا ما استمرت الحالة علي ما هي عليه حالياً. ولن تكون مفاجأة لي علي الإطلاق، إذا ما أخذ الدكتور الجنزوري، علي عاتقه، أن يشرح لكل مواطن يقابله في الشارع، أو الحارة، أو السكن الذي يقيم فيه، الحالة البائسة، التي نحن عليها حاليا، في ظل توقف عجلة الإنتاج، عن الدوران، بالقدر الذي يجب أن تدور به، كي تفي باحتياجاتنا، وتنتج جزءا مما نستهلكه، بدلا من الاستيراد من الخارج، بالعملة الصعبة، التي نقص رصيدها بشكل مهول، بعد النقص الكبير في عائدات السياحة، وعائدات المصريين في الخارج، وعائدات التصدير، ونزوح أو هروب الاستثمارات، بعيداً عن مصر في ظل ما هي عليه من عدم استقرار. لن تكون هذه، أو تلك مفاجأة، لأنني أعلم علم اليقين، أن الدكتور الجنزوري، يريد أن ينقذ مصر من أزمتها الحالية، ويدرك أن ذلك لن يتحقق بغير إنقاذ الاقتصاد المصري، ووقف تدهوره، ثم النهوض به، ويدرك أن هذا غير ممكن، دون عمل وإنتاج، ودون أمن واستقرار،..، وأنني أعلم أنه لو كان يملك من الوقت والجهد ما يتيح له اللجوء للقاء كل الناس في كل الأماكن لإقناعهم بذلك، ودفعهم للعمل لفعل، ولكن ذلك هو المستحيل بعينه. يا سادة، هذا هو وطننا الذي ننتمي إليه، ونحبه، ونعيش فيه، ويسكن في داخل قلوبنا جميعاً، والمسئولية الوطنية، تفرض علينا التحرك بأقصي الجهد، لإنقاذه مما هو فيه، بالعمل والإنتاج، وليست هذه مهمة الدكتور الجنزوري وحده، وليست أيضا مسئولية الوزارة وحدها،، بل مهمتنا جميعاً، ومسئوليتنا جميعا. اللهم قد بلّغت، اللهم فاشهد.