الجدران الخرسانية العازلة بمنطقة قصر العيني والشيخ ريحان ليست حاجزا لطرفين من الاشتباك فيما بينهم ولكنها ايضا حاجز بين فكرين مختلفين الاول ثائر يري ان قوات الامن حطمت عظامه لمجرد انه يطالب بحقه والطرف الاخر قوات من الجيش والشرطة تري انها تحمي المنشآت العامة من التخريب والتدمير وان من يتظاهرو مخرب للمنشآت هو بلطجي يجب معاقبته.. الأخبار قامت بمواجهة فكر الطرفين في الميدان دون الاشتباك بينهم. امام الجدار الخرساني يقف المتظاهرون وجوههم متجهمة من الغضب.. تركوا منازلهم وذويهم بحثا عن الحرية ونسيم العدالة التي غابت عنهم 30 عاما ولم يستنشقوا نسيم الحرية الا منذ شهور قليلة بعد اندلاع الثورة.. وعندما شعروا ان بساط الحرية ينسحب من تحت أقدامهم قرروا التشبث به و النزول الي الميدان حتي وان كلفهم ذلك أرواحهم ودماءهم وفجأة وجدوا آلة رجال الامن تسفك دماءهم بلا اعتبار وكأنهم امام عدو صهيوني.. المتظاهرون استخدموا ابسط اساليب صد عدوان الامن طوب وحجارة وكرات نار احيانا قد يدفعهم الغضب الي عدم الاهتمام اين تذهب حجارتهم او كرات النار التي يلقونها علي الطرف الاخر.. الهدف الوحيد هو الرد علي هجوم الامن الذين اعتلوا اسطح المنشآت الحيوية واستخدموها كأبراج عالية للاعتداء علي المتظاهرين ولم يكن غرضهم هو التخريب او التدمير الثوار الحقيقيون يعترفون ان هناك عناصر مندسة مخربة تندفع وسط صفوفهم لا يشغل بالها غير احداث الوقعة والتدمير تحت مسمي البحث عن الحرية ولكنهم يؤكدون ان اسلوب تعامل الجيش والشرطة بقتل المتظاهرين وإصابتهم لا يفرق بين ثائر وبلطجي وهو ما زاد حدة الغضب تجاه قوات الامن.. صوت العقل اصبح هو الاعلي حاليا داخل الميدان وقاموا بعمل كردونات ودروع بشرية تفصل الجدار الخرساني عن المتظاهرين وتمنع الاحتكاك بقوات الامن.. خلف الجدران الخرسانية يوجد فكر اخر وهو تنظيمات لقوات الامن والجيش والشرطة التي اصطفت خلف بعضها البعض تدعم صفوفها لا يتحركون سوي باوامر من قياداتهم التي تكلفهم بصد هجوم المتظاهرين وسيل الطوب والحجارة المنهال فوق رءوسهم.. وقرروا الرد علي المتظاهرين بنفس الطريقة بإلقائهم طوب وحجارة عليهم بخلاف الهجوم الذي يتم فجرا كل يوم من الايام الثلاثة الماضية في محاولات لطرد المعتصمين وتفريقهم.. نظرة الامن للمتظاهرين مختلفة فهم يرون ان الثوار الحقيقيين لا يخربون ولا يدمرون ولا يحملون زجاجات مولوتوف ولا قنابل حارقة.. فقد انطبع في اذهانهم ان الثائر الحقيقي هو من وقف يوم 25 يناير مرددا " سلمية سلمية " مطالبا بحريته دون تخريب.. اما من يقف امام الجدران الخرسانية حاليا حسب وجهة نظرهم قليل من الثوار كثير من المخربين وهو ما يتطلب من جهتهم الرد بقوة وحزم .