"قلب مصر" الموجوع بتداعيات فساد النظام السابق لم يعد يحتمل المزيد من الضربات.. ولا المزيد من الجراح التي تلطخ ثوب الثورة بنزيف الدم.. فالاشتباكات الدامية التي وقعت أمس الاول أمام مجلس الوزراء تعيد الي الاذهان نفس تفاصيل المشهد الدامي بميدان التحرير وشارع محمد محمود قبيل المرحلة الاولي من الانتخابات البرلمانية.. بل تدفع العقلاء لطرح مثل هذه التساؤلات: مصر الي اين؟ ومن يعبث بأمنها واستقرارها؟ واذا كان هناك طرف ثالث يعكس أجندات الخارج المغرض والداخل صاحب المصلحة في تنفيذ اهدافه، فلماذا لا يتم الاعلان عن أسماء ذلك الطرف حتي يتسني محاسبتهم وعقابهم؟! في البداية يصف الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الأحداث التي شهدها اول امس شارع القصر العيني أمام مجلس الوزراء بالمفزعة والخطيرة والتي فاجأت الجميع خاصة في ظل نجاح المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية مضيفا ان ما حدث هوتكرار لأحداث مشابه كثيرة منها علي سبيل المثال طريقة فض الاعتصام بالقوة لمصابي الثورة والتي خلفت وراءها مئات المصابين والشهداء واشعال ميدان التحرير مرة اخري وطريقة التعامل مع المتظاهرين بشارع محمد محمود واخيرا فض الاعتصام بشارع مجلس الوزراء.. هما نفس الطريقة ونفس الفكر الذي يؤدي الي المزيد من الشهداء والمصابين ويتساءل استاذ العلوم السياسية من الذي يعبث بامن مصر ففي كل مرة نخطوفيها خطوة نحوالديمقراطية نعود مرة اخري الي الخلف وتحدث زعزعة الاستقرار وكان لم نفعل شيئا مؤكدا ان هناك عناصر مندسة وسط المتظاهرين تقوم باشعال الموقف لانها لاتريد ان تخطو مصر الي الامام ويساعدهم في ذلك رد الفعل الغريب من رجال القوات المسلحة . جريمة إنسانية يشير الدكتور جمال زهران أستاذ السياسة ان ما وقع امام مجلس الوزراء ضد المتظاهرين هو جريمة انسانية بكل المعاني، فلا يمكن ان يتم التعامل مع المتظاهرين السلميين بهذا الشكل من العنف في الوقت الذي تعهد فيه الدكتور كمال الجنزوري بعدم استخدام اي شكل من اشكال القوة حتي اللفظية مع المتظاهرون. مضيفا ان ما وقع هو مناقض لما تعهد به الدكتور كمال الجنزوري عند استلامه منصبه . ويضيف ان المثلث الذي يحكم الان متألف من امريكا والمجلس العسكري والاخوان بينما في المثلث المقابل والذي يدفع الثمن هم الشباب والقوي السياسية الشريفة والشعب، مضيفا انه اذا لم يتم حل هذه الازمة سريعا سيظل الصراع مستمرا بين هذه الاطراف . كشف المستور ويطالب الدكتور عبدالله الاشعل المرشح المحتمل للرئاسة المجلس العسكري بسرعة الكشف عن العناصر المندسة واصحاب الاجندات الخارجية كما يطالب الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء بفتح تحقيق مستقل وبسرعة والكشف عما اسفرت عنه التحقيقات في الاحداث التي وقعت أمام مجلسي الشعب والشوري مضيفا انه لايعفي التيارات الخارجية وفلول الحزب الوطني من اذكاء روح الفتنه والتي تريد ان تعبث بمقدرات الوطن وتبث الفتنة بين المواطنين وتأخذنا الي نفق مظلم مليء بالالغام التي ان انفجرت سقطت مصر وهذا ما يريده المخربون. ويقول علاء عبد المنعم - برلماني سابق- يجب تكثيف المجهود للكشف عن الطرف الثالث الذي يتسبب في هذه الاحداث فبعد انتهاء أزمة شارع محمد محمود ظهرت لنا احداث مجلس الوزراء من خلال قصة برأيي انها مفتعلة فلا يعقل ان يقوم احد الثوار الحقيقيين بلعب الكرة امام مجلس الوزراء في ساعات الصباح الاولي وكأنها قصة مفتعلة،لذا نطالب بسرعة اجراء التحقيقات لمعرفة من هم المحرك الرئيسي لهذه الاحداث والتي ترجعنا عشرات الخطوات الي الوراء ومعرفة مصادر تمويلهم . لغة الحوار ويضيف اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني والاستراتيجي انه بكل أسف اصبح العنف في مصر هوالسمة الغالبة للتعبير عن الرأي واصبحت لغة الحجارة واستخدام زجاجات الملوتوف هي اللغة السائدة والجديدة في مصر للتعبير عن الرأي في حين ان الاعتصامات في الدول الاخري هي مجرد تعبير عن الرأي بالقول وليس بالعنف مؤكدا علي ضرورة ان نتوقف عند هذه الظاهرة الخطيرة . هذا التوقيت بينما يري اللواء حسام سويلم خبير استراتيجي ان اختيار هذا التوقيت تحديدا للقيام باقتحام مجلس الوزراء والقيام بأعمال شغب هوعملية مدبرة ومدروسة هدفها التشويش علي سير العملية الانتخابية، فهناك البعض ممن هم مدعوا الثورة لا يريدون ان تستكمل العملية الانتخابية ولا يريدون ان يكون هناك ديموقراطية حقيقية . ويطالب الدكتور محمود نافع المفكر الاسلامي المجلس العسكري ان يقوم باعتقال وإلقاء القبض علي المخربين "البلطجية " الذين قاموا باشعال الاحداث مرة اخري في شارع مجلس الوزراء موضحا ان الثوار الحقيقين تركوا ميدان التحرير منذ بدء العملية الانتخابية واطمأنوا لوعود المجلس العسكري بترك البلاد في 30 يونيوالقادم ويضيف مندهشا ان الاعتصام له قواعد واصول ولاينطبق علي الاعتصام الذي كان يقام في شارع مجلس الوزراء مؤكدا انه لاول مرة في حياته السياسية يسمع ان المعتصمين يلعبون كرة قدم في ايام الاعتصام! وحذر من ان مصر قادمة الي طريق الفوضي مما ينذر بوقوع حرب اهلية.