لا مفر من الاعتراف بأن الأوضاع في سوريا وصلت لنقطة اللاعودة ، فلن تجدي إصلاحات نظام الأسد ، ولن تهدأ مظاهرات الثوار،ولن يصمت العالم علي الجرائم التي ترتكب بحق المحتجين. الأوضاع في سوريا معقدة للغاية ، ثمة اختلاف بين سوريا وليبيا ، فعلي الرغم من مرور التدخل الغربي في ليبيا بسلام ، إلا أن الأمر يختلف في سوريا ، فما لا يمكن انكاره ، أن اشتعال الأزمة السورية من الممكن أن يشعل المنطقة بأسرها. لن يكون التدخل العسكري في سوريا بالأمر الهين ، وفي حالة إصرار الغرب علي هذا الأمر ، من الممكن أن يحدث صدام مع روسيا ، التي تعمل علي حماية قاعدتها العسكرية في طرطوس ، ولا تزال تمد دمشق بالاسلحة ، بل وحركت بوارجها إلي السواحل السورية. وحتي إذا استطاع الغرب اقناع موسكو بوقف دعمها للأسد ، فلن تتخلي طهران عنه ، ومن الوارد أن يشعل الأسد المنطقة ، لتخفيف الضغط عليه، وشغل العالم عن الأزمة السورية . الأمر الأكثر تعقيدا في سوريا هو الطائفية ، حيث بدأ نظام الأسد في تعبئة الأقلية العلوية ضد السنة ، وتصوير الاحتجاجات علي أنها محاولة لإقصاء العلويين ذينتمي إليهم الاسد- عن الحكم. ونتيجة لهذه التعقيدات ، لن يكون حل الأزمة في سوريا إلا من داخلها ، وذلك عبر تنظيم الثوار لصفوفهم وضم ممثلين من كافة الطوائف ، وكذلك عبر دعم الدول العربية للثوار بالمال والسلاح ، وإذا تطلب الأمر تدخلا عسكريا لدعم الثوار فلابد أن يكون التدخل عربيا