أظهرت نتائج المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب وجود حالة انفصام بين من يقدمون أنفسهم للرأي العام علي أنهم النخبة السياسية والثقافية والفكرية، وبين القاعدة العريضة من المجتمع المصري.. وأسقطت الانتخابات ورقة التوت التي كانت تداري سواءاتهم.. فهم يتحدثون عن اناس غير الناس، وعن توجهات غير التي تحكم الشارع عن جهل مرة، وعن سوء نية مرات. المصري مازال رغم كل ما تعرض له، قادرا علي ابهار العالم بأفعاله الاستثنائية، في ثورته، وفي اطاحته بحاكمه، وفي طريقة وآلية اعتراضه، والآن في خروجه للانتخابات بهذه الكثافة، ودون وقوع حادثة واحدة حقيقية في الوقت الذي يمكن ان يسقط فيه العشرات قتلي من أجل صراع علي أنبوبة بوتاجاز. الشعب المصري مظلوم من حكامه، وممن يتحدثون باسمه في الفضائيات، نحن نحتاج إلي مراجعة انفسنا كإعلاميين، وكقادة رأي ونعترف بأننا قصرنا في فهم هؤلاء الناس وأننا حاولنا ان نصدر عليهم احكاما معلبة جاهزة، نرددها ليل نهار دون تفكير. الآن خريطة مصر السياسية تتغير استنادا الي ارادة حقيقية للشعب، ومن حق مصر أن يحكمها ويديرها من اختاره صندوق الانتخابات. مصر نضجت ولم تعد في حاجة الي وصاية احد. النخبة الحالية لم تعد تتحدث باسم مصر.