قد يكون إتجاه الحكومة للتوسع في إنشاء كليات الطب الحكومية والخاصة أحد الحلول لمواجهة العجز في أعداد الاطباء في مصر حتي ولو كان هذا الحل لن يؤتي ثماره إلا بعد 10 سنوات علي أقل تقدير... وقد يكون تخريج دفعات استثنائية من الطلاب أيضا واحدا من الحلول السريعة إلا أنه له أيضا محاذيره لكون الخريج لن يكون مؤهلا للتعامل مع المريض وتشخيص المرض ووصف العلاج الصحيح لنقص الخبرة والتعليم.. ولكن مع وجود 30 كلية طب في مصر و 43 كلية صيدلة و 33 كلية طب أسنان و 15 كلية علاج طبيعي وتخرج 47 ألف طالب خلال أربع سنوات فقط هل نكون فعلا في حاجة لإنشاء المزيد من كليات الطب؟! الواقع يقول أن سبب الأزمة الرئيسي للعجز هو هجرة الأطباء إلي الخارج واستقالة الآلاف غيرهم من وزارة الصحة بعد أن أيقنوا أن لا كرامة لنبي في وطنه باستثناء قلة محظوظة حيث ينقسم الأطباء إلي فريقين.. فريق في جنة الشهرة والمال وطوابير المرضي علي سلم العيادات وفريق في سعير الوزارة وهم السواد الأعظم لا يجد الفتات ليعيش وليستكمل دراساته المطلوبة ويكفي أن نقول أنه حتي الآن مازال بدل العدوي المقرر لهم 19 جنيها وقد عجزوا عن تنفيذ الحكم القضائي الصادر لهم بزيادته إلي ألف جنيه في الشهر منذ سنوات طويلة.. والطبيعي في ظل هذه البيئة الطاردة ماديا ومعنويا لا يجد الطبيب أمامه سوي الهروب سواء إلي خارج البلاد حيث التقدير الأدبي والمادي أو إلي الداخل بالاستقالة والتخلص من التزامات وظيفية تكبله بلا مقابل واعتداءات من أهل مريض توفاه الله لنقص الامكانات.. حافظوا علي كريمة المجتمع وخيرة عقوله وعالجوا المرض لا العرض.