حدثتنا مدام منَّة / وهي تقرأ (كليلة ودمنة) .. قالت : ذهبت قبل العيد / إلي شادر في باب الحديد / صاحبه من الفلول / اسمه المعلم بهلول / يتاجر في الخراف والعجول / فوجدت الشادر يا حضرات / تحول إلي سرادق انتخابات / وقد وقفت المعيز / تغني وتقول من فضلكم (Please) انتخبوا خروف العيد / أبو قرن حديد / وظهر الخروف ومعه أوركسترا / ووزع علي الحاضرين سجائر كليوباترا / وقال إليكم يا أحبابي / أقدم برنامجي الانتخابي / وأعدكم يومياً بكيلو كفتة / لكل من ينتخبني في الحتة / وسأوفر لحم الضأنِ / لكل فقيرٍ صغير الشأن / إديني صوتك / أديك قوتك / وسأبني لكل خروف زريبة / علي شاطئ عايدة أو عجيبة / ومن لا ينتخبني سأنفخه / ثم أسلخه / ومن رجليه أعلقه / وبالكاتشب أزوّقه / وأضع عليه المايونيز / وأبيعه للمعيز / ثم تنحنح وثأثأ / وأنشد ومأمأ / سأزرع الحقول يا أحبتي / بالفول والبرسيم والمحبةِ / والجائعون يأكلون لحمتي / وفشتي وكلوتي وليّتي / وللعرايا سوف أهدي فروتي / بس احذروا غباوتي يا سادتي / إذا أهنتم ذات يومٍ حضرتي / أو ادعيتم أنني كالنعجةِ / فإن لي رأساً قويّ النطحةِ / وفجأة ظهر الجمل / المترشح عن حزب الأمل / ومعه أنصاره من الجمال / والحمير والبغال / ونادي الخروف باسم الدلع / وقال له يا جدع / أنت معلوف / وبالطيبة معروف / وأنصحك ألا ترشح نفسك / لأنك ستفقد رأسك / يعني (عيب اعمل معروف / عيب ما انتش مكسوف؟) / ووزع الجمل / برطمانات الوعود العسل / كما وزع الشاي والزيت والسكر / وسندوتشات السجق والهامبورجر / ثم ظهر الثور محروس / زعيم ائتلاف البقر والجاموس / وأنعم علي الحاضرين بالفلوس / فهتف له التيوس / وقالوا : اختاروه ولا تحتاروا / فلديه الفياجرا والمارلبورو / فتحداهم البغل / واستهزأ بهم العجل / المترشحان في نفس الدائرة / وأصبحت الجموع بينهم حائرة / وأخذت أتجول في العشوائيات / بحثاً عن مترشحات / فالتقيت بالست جاموسة / وقد أعطت لكل عجل بوسة / ووعدتهم برفس القرع والكوسة / كما التقيت بصاحبة العزة / السيدة معزة / وقد تعهدت بالقضاء علي الفوضي والانفلات / في حملة تدعمها أمريكا حامية الحريات / وأعطت كل ناخب ليفة وصابونة / وشامبو من هدايا المعونة / ثم التقيت بواحد اسمه المصري أفندي / هزيل وعليل ويشبه غاندي / وسألته من تختار يا ابن الناس الطيبين / من هؤلاء المترشحين ؟ / فقال : انظري أولاً للمذبحة / فنظرت ورأيت الدماء سائحة / حيث قام بهلول / بتاع الفلول / وهجم علي هؤلاء المترشحين المساكين / وذبحهم جميعاً بالسكين / وقال الخروف المذبوح / وهو يطالع في الروح / كنا نطمع في الفوز بالانتخابات / ولكننا اندبحنا يا حضرات / وغداً يوزعون لحمنا في عبوات / تُهدي لشراء الأصوات / في (مافيا) الانتخابات / فانتبه يا جدع أنت وهيّه / البلد هاتروح في شربة ميّه / واتضح وضوح الشمس / أن معظم المترشحين مجرد كومبارس !! .