عندما كان يسبقنا أحد الطيبين لدار البقاء كنت اسمع مقولة "الموت بينقي" لأنه يحصد أرواح أفضل ما فينا .. والحقيقة لم اتوقف كثيراً أمام هذه المقولة إلا فى مرات قليلة منها عند وفاة زميلنا الراحل الاستاذ محمود رافع منذ عاميين تقريبا وزميلنا ياسر ياسين ب "الأخبار المسائى" الذى رحل عن عالمنا منذ ساعات فى يوم الرحمة من شهر رمضان . أعلم علم اليقين أن الموت حق على كل كائن حى وان الدنيا ما هى إلا ممر عبور لدار البقاء التى سينعم فيها الطيبين فى جنة النعيم بإذن الله ، إلا أنه يظل خبر "الموت" هو الأقسى والأصعب على النفس.. فبرغم انى كنت قبل ساعات من موعد رحيل الزميل ياسر ياسين لدار البقاء وأعرف ان حالته الصحية حرجة للغاية, مما أدى لتوقف كثير من أجهزة الجسم وبات لا يستطيع التنفس بدون جهاز التنفس الصناعى ..لكن كان عندى أمل أن تتحسن حالته ومن ثم يجرى الأطباء الجراحة المطلوبة لرفع كفاءة القلب الذى وهن لدرجة أنه لا يستطيع ان يقوم بمهمته التى خلق من أجلها. إلا ان الموت خيب ظني واختطف الأخ الودود ياسر وهو في ريعان شبابه بعد رحلة علاج صعبة وطويلة استمرت سنوات و زادت قسوتها فى الأشهر الأخيرة تنقل بين المستشفيات وتعذب كثيراً .. وأخيراً حط صاحب القلب الطيب الذى لم تفارقة الابتسامة الهادئة حتى على سرير المرض, رحالة واستراح راحة أبدية ..وتوقف القلب الذى كان يئن من كثرة الأوجاع وانهكته الآلام . هذه هي الحياة, يولد الإنسان ويموت و ذكراه ترافقنا ما تبقى من عمرنا .. وأنت يا زميلنا العزيز, ستبقى ذكراك الطيبة بيننا ما تبقى من عمرنا بإذن الله. [email protected]