عندما يحل هذا الْيَوْمَ أدعو الله بصفة مستمرة بأن يبعد عنا الشر ويحفظني وأولادي وأهلي وأحبائي بحفظه. لدي ايمان قوي بأن مقدرات الله نافذه ولكن الدعاء غالبا يرفع البلاء, ورغم أن التشاؤم ليس من صفاتي, ولكن ارتباط الأحداث تجعلني في قلق من هذا الْيَوْمَ الذي توفي فيه والدي منذ 11 عاما وكانت الساعة العاشرة مساء بمستشفي بالقاهرة, ودفن في الْيَوْمَ التالي بمدافن الأسرة بشندويل بمحافظة سوهاج, وفي نفس الْيَوْمَ والساعة من العام الماضي وبمستشفي بالقاهرة الجديدة توفت زوجتي وأم أولادي متأثرة بإصابات بالغة أثر حادث سير تعرضت له بسبب السرعة الجنونية لشاب طائش ودفنت أيضا في الْيَوْمَ التالي بجوار والدها في مدافن أسرتها بمدينة نصر. طبيعة البشر هي القلق والخوف من المقدرات السيئة اذا اقترنت بتوقيتات واحدة, وندعو الله العُلي القدير أن يبعد عنا شرور هذا الْيَوْمَ ويجعله يوم خير وبركة وسعاده علي أحبتنا الذين رحلوا عنا ونقوم بإحياء ذكراهم بتلاوة القرآن والدعاء لهم والتصدق علي أرواحهم الطاهرة. مر عام ومازلت أعيش لحظات الموت والانهيار والحزن الدفين رغم محاولاتي للانشغال والتظاهر بالابتسامة عن الحدث, ولكن خداع النفس سرعان ما يزول بحالة صمت استعيد فيه شريط الصدمة والانهيار في حياتي المفاجئ بعد رحيل حبيبتي والبسمة التي تزين كل ما حولي لتحولها لمرح وسعاده وبهجة في كل أركان البيت.. لم أكن أنا وأولادي وأسرتي وأسرتها المصدومين في رحيلها ولكن كل من يعرفها أو تعامل معها فهي سحابة حب تغطي الجميع, كانت كالطيف الذي خطف في ليلة رعد وبرق وسيول من السماء. مازال الحزن والكآبة يخيم علي منزلي, فقد انطفأت الأنوار وبكت الأشجار وماتت الزهور في بداية الربيع. اللهم ألطف بِنَا فيما جرت به المقادير وارحم زوجتي ووالدي .