في أكبر احتجاج تشهده البلاد منذ سنوات إحتشد أكثر من 20 الف شخص في العاصمة اليونانية مع بدء اضراب لمدة يومين أصاب الحياة بالشلل في البلاد إحتجاجا علي حزمة إجراءات تقشفية يصوت البرلمان عليها اليوم. وجرت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب التي طوقت البرلمان. وأدي الاضراب الذي دعت اليه أكبر نقابتين عماليتين في البلاد الي وقف العمل في المطارات ومرافق النقل ومصالح القطاع العام وكذلك محلات السلع الاستهلاكية اليومية والمخابز. وسيستمر الاضراب طيلة اليوم مع إجراء عملية تصويت داخل البرلمان علي اجراءات تقشف جديدة تهدف لمنع حدوث عجز عن سداد الديون قد يثير أزمة في منطقة اليورو. ويطالب الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد بتلك الإجراءات مقابل الإفراج عن شريحة جديدة بقيمة 8 مليار يورو من حزمة الإنقاذ الدولية لليونان والبالغة قيمتها 110 مليار. وكانت سلسلة من الاضرابات الاصغر في اليونان قد أدت الي تكدس القمامة في شوارع أثينا واغلاق مزارات سياحية مثل منطقة الأكروبوليس كما احتل المضربون وزارات منها وزارة المالية. وفي وقت متأخر من امس الأول وجه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مناشدة أخيرة لحشد الدعم لحكومته واصفا ما تواجهه اليونان ب"الحرب". ويأتي الاضراب بينما يسعي زعماء في الاتحاد الاوروبي لوضع ملامح اجراءات انقاذ جديدة قبل قمة مقررة يوم الاحد في بروكسل يأمل الكثيرون في أن يتم الاتفاق خلالها علي إجراءات لحماية النظام المالي في المنطقة من عجز يوناني محتمل عن تسديد الديون. من جهته قال "ايفالد نوفوتني" عضو مجلس محافظي البنك المركزي الاوروبي "ان اليونان لا توشك علي الافلاس ولن تضطر لترك الاتحاد الاوروبي بسبب مشكلاتها المالية". من جهته حذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الذي اعلنت وكالة موديز انها يمكن ان تخفض تصنيف بلاده، من انه "اذا اخفقنا الاحد، فان اوروبا ستواجه مخاطر كبيرة". وكان الرئيس نيكولا ساركوزي قد شدد في وقت سابق علي "أن مصير أوروبا يتقرر في الأيام المقبلة". لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت في المقابل بأن "احلام انتهاء الازمة المالية اعتبارا من الاثنين لن تتحقق". وباتت اليونان عاجزة عن ادارة ديونها التي فاقت 350 مليار يورو.