مازال مشهد ماسبيرو الذي اندلعت فيه النيران وسقط فيه الضحايا والجرحي يتداعي، لهذا يجب علينا أن نعود إلي الحقائق ونضعها أمام أعيننا دون مواربة ونجعل كلمة القانون ونشر العدالة بين المواطنين أساسا نسير عليه. ولقد ذكرت في مقالي السابق اننا علينا ان ندافع عن حقنا ولكن بالحسني وإذا جاء حكم القانون جائرا علي حقوقنا علينا ان نقبله ونعاود الكرة مرة أخري لاستئناف هذا الحكم حتي نصل إلي حقنا. عاتبني اخوتي المسيحيون جورج خلف وجيهان وهيب علي عنوان مقالي السابق »أجئتم تبنون دارا أم تشعلون نارا« وان كانوا اتفقوا معي فيما جاء في متن المقال ووجهوا إلي بعض التساؤلات: هل الذين قاموا بالمظاهرة أقباط فقط؟ ليسوا اقباطا فقط ولكن علينا ان نتفق علي شئ مهم فكل الرسالات السماوية فيها من المتعصبين والمتشددين فإسرائيل تستبيح ساحة المسجد الأقصي والاعتداء عليه فهل نحكم علي كل اليهود انهم علي هذه الشاكلة.. يكون الحكم هنا خطأ فالتوراة بريئة منهم وهناك يهود متدينون لا يفعلون هذا أبدا. وعرف الاسلام في أحد عصوره الأولي ظهور الخوارج الذين زرعوا الفتنة بين جموع المسلمين فأخرجوهم من ثوب العقل ففقدوا رشدهم وما مشاهد العنف التي ترتكبها بعض الجماعات الاسلامية المتشددة في الفترة الأخيرة ببعيدة عنا فلماذا نستبعد وجود قلة متعصبة من المسيحيين أوقد المحرضون في قلوبهم مفاهيم خاطئة ادت بهم إلي استخدام العنف؟ وكنت قد طلبت في السابق ان تكون المسيرات والتظاهرات في مكان آمن مغلق حتي لا يندس الفلول ومن يريدون لمصر شراً بين صفوف المتظاهرين. كما انني أؤكد من خلال ما شاهدناه في بعض شرائط الفيديو ان هناك محرضين مسيحيين اشعلوا النيران في صدور ابنائهم سواء كانوا قسيسين أو ناشطين فهل نحكم علي المسيحية والمسيحيين بالعنف؟. كلا.. ولكن علينا ان نصدق بوجود هذه الفئة في صفوف مواطني الرسالات السماوية جميعا، كما صدقنا أن المدرعات قد دهست بعض إخواننا المسيحيين كرد فعل للعنف. ما المانع من اصدار قانون الكنائس الذي أوصي به بيت العائلة؟ الكل يتفق سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين بأنه يجب ان يكون هناك دور عبادة لأداء الصلاة فالخلاف هنا ليس بين الناس بعضهم البعض ولكن خلاف مع السلطة السياسية والإدارية وكما سبق وذكرت يجب علينا ان ندافع عن حقوقنا بالسلم والقانون وان نصبر ونحتسب عند الله حتي يأتي الله بأمره. ولنعيد ذكر الآية الكريمة »ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا« ما ابلغ هذه الآية لقد ذكرت كل دور العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين دون تفرقة وذكرت دفع الناس بعضهم ببعض لاقامة وحماية هذه الدور.. فليس هناك تعصب أو رفض لقانون دور العبادة بل اصرار علي اصداره ولكن إذا تأخر أو اصابه بعض العطب هل نخرج علي الحاكم ونحرق البلد ونثير الفتنة ونشيع الاحساس بالاضطهاد وندعو قوي عالمية لا تريد لنا خيرا لحمايتنا ونصرنا علي القانون هذا هو الهراء بعينه كما انني اؤكد ان كل مسلم صادق الايمان يعتبر نفسه مسئولا عن أهل الكتاب فهم أهل ذمة ولقد نهانا الرسول الكريم - سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم عن ايذائهم وقال من أذي ذميا فقد عاداني. وستبقي المحبة بيننا ولو كره الكارهون. تلغراف سريع: علق مايكل منير علي اقتراح في إحدي القنوات الفضائية لأحد المواطنين هاتفيا بأن تكون الأوقاف هي المسئولة عن بناء دور العبادة بقول لا اعرف له معني خاصة في هذه الأيام.. هم هيدفعوا حاجة« وكأن من يدفع تكاليف بناء الكنائس هو المسئول عنها وكان الافضل ان يرد بدون استفزاز لمشاعر المواطنين المسلمين والمسيحيين بأن هذا الأمر شأن كنسي متروك لأهله دون استنكار لسؤال المشاهد المجتهد.