في خطوة جديدة تكشف حجم الخلافات والأزمات التي يشهدها التحالف الديمقراطي قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، انسحبت معظم الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية من التحالف، بعد خلافات كبيرة من قيادات التحالف، وبخاصة مع حزب "الحرية والعدالة" (الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين)، الذي استحوذ علي الغالبية العظمي من الاسماء الاولي في قوائم التحالف، وهو ما اعتبرته بقية الاحزاب الاسلامية تقليلا من شأنها، واهانة لمرشحيها.. وقد انسحب من التحالف الديمقراطي احزاب الأصالة والعمل والبناء والتنمية والسلام والتنمية والتوحيد العربي.. كما انسحب في وقت سابق حزبا "النور" السلفي، و"الوسط" من التنسيق الانتخابي مع التحالف الديمقراطي.. وهو ما سيؤدي الي مواجهة اسلامية - اسلامية في الانتخابات المقبلة. وكان أحدث المنسحبين من التحالف حزب البناء والتنمية الجناح السياسي للجماعة الاسلامية وقال د.طارق الزمر وكيل مؤسسي الحزب ل"الأخبار" ان قرار الحزب بالانسحاب من التحالف جاء بعد اصرار حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين علي الاستئثار برؤوس القوائم، مشيرا الي ان الاخوان تعمدوا تجاهل مرشحي حزب البناء والتنمية، وبخاصة في الصعيد التي تحظي الجماعة فيه بشعبية واسعة، كما تم وضع مرشحي الحزب في ترتيب متأخر للغاية علي القوائم، الأمر الذي يجعل من المستحيل فوز أي من مرشحينا . وحول الخطوة القادمة لحزب البناء والتنمية قال الزمر، نجري مفاوضات مكثفة لإعلان تحالف اسلامي سلفي ربما يضم أحزاب الاصالة والعمل والتوحيد العربي والسلامة والتنمية،وقد ينضم ايضا حزب الوسط، وربما يتم خوض الانتخابات علي قوائم حزب النور السلفي. ومن بين المنسحبين من التحالف أيضا، حزب "التوحيد العربي" (تحت التأسيس)، والذي جاء قراره بالانسحاب بعد مشاورات دامت لعدة أيام حول ترتيبات اعداد القوائم الانتخابية للتحالف، ولم تفلح تلك المفاوضات في اثناء قيادات التحالف عن موقفها . وقال المهندس عمر عزام وكيل مؤسسي حزب "التوحيد العربي" للأخبار ان الحزب كان علي استعداد تام لعدم خوض الانتخابات اذا ما وجد مرشحين أقوي من مرشحيه، الا أن الفترة الماضية كشفت عن وجود محاولة للاستئثار بالمواقع المتقدمة في القوائم لصالح بعض الاحزاب دون غيرها بغض النظر عن قوة المرشح. واضاف عزام رفضنا هذا الاسلوب لأنه يتنافي مع مبادئنا ومع ما كنا نتصوره من قواعد تحكم التحالف، فنحن كنا ننظر الي التحالف الديمقراطي كتحالف سياسي يمكن ان تكون له رؤية في ادارة امور البلاد،لا ان يكون مجرد تحالف انتخابي يستخدمه البعض لخدمة مصالحه الانتخابية، مشيرا الي ان حزب "التوحيد العربي" كان قد تقدم بقائمة تضم 17 مرشحا فقط، كلهم من الاسماء ذات الثقل السياسي والجماهيري، الا ان قيادة التحالف طالبت في البداية بتقليص هذا العدد، ثم وضعت مرشحينا في مرتبة متأخرة في ترتيب القائمة، دون ان يكون لمن يسبقونهم في القائمة أية ميزة تفضيلية عن مرشحينا، وهو ما دفعنا للإنسحاب. واوضح عزام أن المناخ السياسي الحالي ما زال بعيدا كل البعد عن ثورة ال 25 من يناير، فنحن لا نزال ندور في فلك العقلية الإقصائية التي كانت تحكم النظام السابق، ورأي أن الترتيب لهذه الانتخابات كان فرصة لإثبات أن القوي السياسية في مصر قادرة علي أن تقدم عملا مشتركا يعبر بمصر هذه المرحلة، ويستوعب فيه الجميع دون إقصاء.. وحول موقف الحزب من الدخول في تحالفات انتخابية أم سيفضل خوض الانتخابات علي المقاعد الفردية، قال عزام "لم نقرر بعد، ولكن أري من وجهة نظري التوقف عن المشاركة ما دام المناخ ليس صحيا". وأعلن ممدوح اسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة انضمام الحزب إلي تحالف حزب النور بعد انسحابه من التحالف الديمقراطي، مؤكدا ان التحالف الديمقراطي لم يعط مرشحي الاحزاب الاسلامية الفرصة المناسبة لخوض المعركة الانتخابية بما يتناسب مع قوتهم، وهذا هو السبب الأول وراء قرار الاحزاب الاسلامية بتكوين تحالف مستقل بها يتيح لها فرصة خوض الانتخابات بالعدد الذي يعبر عن قوتها ومدة جاهزيتها للانتخابات القادمة.. وانتقد اسماعيل اسلوب إعداد القوائم في التحالف الديمقراطي بشكل غير واضح وافتقاره الي الشفافية، اضافة الي وجود انحيازات لصالح عدد من المرشحين بعينهم، وهو ما يتنافي مع ابسط قواعد العدالة، والتي تقتضي النظر فقط الي قوة المرشح وفرصه في الفوز، دون النظر الي الحزب الذي ينتمي اليه.