لا اعتقد ان قرارات حكومة "شرف" الاخيرة والعبارات الانشائية وتقديم واجب العزاء والحديث عن نظرية المؤامرة.. سوف يعالج الجرح النازف بعد احداث الاحد الدامي امام ماسبيرو.. ومن قبلها ما حدث في الماريناب وامبابة واطفيح وكنيسة القديسين بالاسكندرية. فبعد غيبوبة عدة ساعات سقط خلالها 25 شهيدا أو اكثر من المصريين جنود ومدنيين وما يقرب من 300 مصاب.. افاقت الحكومة لتخرج علينا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والبحث عن الاسباب والمتسببين الحقيقيين في احداث ماسبيرو وقرية الماريناب.. والاسراع بتوفيق اوضاع دور العبادة المسيحية غير المرخصة.. واعادة احياء مشروع قانون دور العبادة الموحد وسرعة اصداره.. واضافة مادة جديدة لقانون العقوبات ضد "التمييز" بين الافراد او ضد طائفة بسبب الجنس أو اللغة أو الدين أو الاصل او العقيدة.. ولم تنس الحكومة "الشرفية" ان تؤكد مسئوليتها عن دعم قوات الامن لتمكينها من القيام بواجبها !. ما شاهدناه يوم الاحد الدامي يثير لدي العديد من التساؤلات يأتي في مقدمتها لماذا دائما ما يظهر القمص فيلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء بفيصل والقمص متياس نصر منقريوس كاهن كنيسة عزبة النخل في الاحداث التي تخلف أزمات.. فقد ظهرا في الاعتصام والتظاهر امام ماسبيرو عقب احداث كنيسة اطفيح والتي تبعد عنهما عشرات الكيلو مترات وظهرا ايضا في احداث الاحد الماضي رغم بعد الماريناب عن كنائسهم مئات الكيلو مترات ولا اعتقد ان احدا منهما قد زارها او يعرف أحدا من مسيحييها.!.. وثاني هذه التساؤلات هل ما حدث في قرية الماريناب والمطالبة باقالة المحافظ يستحق تنظيم مسيرات ومظاهرات حاشدة في القاهرة والاسكندرية وعدد من المحافظات.. ومن قبلها محاولة اعتصام امام ماسبيرو.. ألم يكن الأولي الذهاب الي ادفو والماريناب لمعرفة حقيقة الاحداث.. وثالث تلك التساؤلات لماذا لم يقم الامن بتأمين تلك المسيرة الضخمة التي يعرفها القاصي والداني حتي لا يدخلها مندسون.! قد افهم اهمية تشكيل لجنة للذهاب الي الماريناب وتقصي الحقائق عن ما حدث هناك وفي ماسبيرو.. رغم انني كنت اتمني ان لا تكون اللجنة من القضاة فقط بل تضم ممثلا للكنيسة وممثلا للازهر وثالثا لحقوق الانسان ويعلن ما تصل اليه اولا باول.. ولكن ما لا افهمه هو تكليف وزير العدل بتشكيل لجنة لبحث جميع الحوادث التي نشبت خلال الشهور الماضية بسبب الخلاف حول الكنائس خاصة حوادث كنائس القديسين واطفيح وامبابة رغم ان حادث كنيسة القديسين "ارهابي" حدث اوائل هذا العام بالاسكندرية ومازال في عنق امن الدولة أو الامن الوطني.. وكذلك احداث امبابة المرتبطة ب "عبير" مثيرة الفتنة.. فهي امام القضاء حاليا.. وربما تكون كنيسة اطفيح هي الوحيدة التي ترتبط بالقرار الحكومي وخاصة انه لم يحاكم فيها احد رغم ظهور بعضهم علي كليب! اعتقد ان المخطئ الاول فيما حدث هو الحكومة " الشرفية" التي تأخرت في تقنين دور العبادة المسيحية غير المرخصة.. وتجاهلها اصدار قانون دور العبادة الموحد او اضافة كود لها في مواد قانون الاسكان والبناء.. كما اعتقد ان ما حدث في الماريناب سببه هو حالة الفوضي المجتمعية وتطبيق المواطنين للقانون بأيدهم مثلما حدث من قتل وسحل وتقطيع لمسجلين خطر في عدد من المحافظات من بينها كفر الشيخ والجيزة.. وتخوف المسيحيين من انتخاب مجلس شعب متشدد يضع قواعد صارمة مانعة لبناء الكنائس.. فلماذا لم ينص بقانون مجلسي الشعب والشوري ان تتضمن القوائم مسيحيا واحدا علي الاقل مثل المرأة!