أعلنت صفحة »كلنا خالد سعيد« أشهر صفحة علي الفيس بوك حدادها علي الأرواح المصرية التي راحت ضحية كارثة ماسبيرو التي تابعنا أهوالها علي الهواء مساء الأحد الماضي. وناشدت الصفحة كل مصري بالحرص علي بلده، وتحذيره من الذين يخططون لاشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين. من جانبه أكد فضيلة المفتي دكتور علي جمعة أن [ما حدث ليس مسألة دينية ولا طائفية وإنما هي همجية تنبذها وترفضها كافة الأديان السماوية والأعراف والمواثيق داعيا إلي تطبيق القانون بحزم وصرامة علي كافة المخالفين]. لم يكتف فضيلة المفتي بهذا الوصف الدقيق وإنما أضاف إليه ما أتمني سماعه وتكراره علي ألسنتنا جميعاً المرة بعد الأخري بمناسبة أو بدونها بأن الحل الوحيد لمواجهة ما حدث ويحدث يتمثل: [ في سيادة القانون علي جميع المصريين: المسلمين والمسيحيين بلا تفرقة. وإن لم يطبق القانون بحزم فستغرق سفينة الوطن في مشاكل كبيرة]. لا أتصوّر أن هناك من غير المتطرفين المنفلتين وما أكثر ظهورهم علي الساحة في هذه الأيام من يعارض أو يشكك في صلاحية هذا الحل الوحيد لإنقاذنا من الغرق الذي حذرنا منه فضيلة مفتي الديار المصرية. كما لا أتخيل أن من بيننا من يختلف مع فضيلته في انضمامه إلي [جميع الأصوات العاقلة من جموع الشعب المصري الحريصة علي أن تعبر مصر هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، والتحلّي بالصبر المفروض في تلك المرحلة الانتقالية بالغة الصعوبة، إلي جانب اليقظة الشديدة لل : [مندسين المخربين والساعين إلي نشر الفوضي وإشعال نار الفتنة الطائفية]. واختتم فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة بيانه المهم والعقلاني بالإشارة إلي أنه: لا توجد أي مشكلة أو خلاف بين أقباط مصر ومسلميها. داعيا جموع المصريين: إلي تحكيم العقل وضبط النفس في جميع الأحوال والأفعال خلال الفترة القادمة، ومناشداً: رجال مصر الشرفاء التدخل لإنهاء هذه الفتنة العمياء. وتوقفت للمرة الثالثة أمام التفسير الذي طرحه الدكتور محمد سليم العوَّا المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة للأحداث الكارثية التي وقعت أمام مبني ماسبيرو وفي ميدان عبدالمنعم رياض والتحرير مساء الأحد الماضي. أهمية تفسير د. العوا تؤكدها المفاجأة التي كشف النقاب عنها عندما أعلن أن ما حدث في منطقة ماسبيرو لا يخرج عن كونه: فتنة طائفية مصنوعة، هدفها هدم البلاد وتخريبها. والدليل علي ذلك كما أضاف د. العوا أن :[ تحت يديه تسجيلا مصورا للأحداث يقطع بأن أحداً من المتظاهرين الأقباط لم يبدأ بالعدوان علي رجال القوات المسلحة. وأن عناصر مسلحة بأسلحة نارية وأسلحة بيضاء أتت من الشوارع المحيطة بالمكان، واعتدت علي رجال الجيش والمتظاهرين في وقت واحد.. الأمر الذي دفع بالأحداث إلي المسار المؤسف غير الوطني الذي سارت فيه]. أقول إنها مفاجأة لأن من أحدثها هو نفسه الدكتور محمد سليم العوا الذي سبق أن أحدث ضجة كبري ما تزال لها أصداء عندما نسب إليه مقولة أن الكنائس المصرية تمتليء بالأسلحة (..) وهو ما أثار غضبا عاما بين المصريين.. ما عدا بالطبع القلة المتطرفة المنفلته من عنصري الأمة وإن اختلف رد فعل أحدهما عن الآخر في محاولتهما لإخضاع مقولة د. العوا لخدمة أهداف ومخططات هذا الطرف أو ذاك. إنني أرحب بما كشف عنه الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وأثق في أن مفاجآته لا علاقة لها بالمعركة الانتخابية.